فضحت تسريبات أخيرة محاولة يائسة من جانب فتحي باشاغا، وزير داخلية حكومة الوفاق في طرابلس، لإقناع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، بالتخلي عن دعم غريمه وشريكه في حكومة الميلشيات فائز السراج. وكشفت تسريبات عن زيارة خاطفة قام بها فتحي باشاغا بدون الإعلان عن تفاصيلها على نطاق واسع في فضائيات ليبية تعرف بأنها من وسائل الإعلام الليبية المؤيدة له، وفشلت محاولات باشاغا خلال هذه الزيارة بإقناع رئيس وزراء إيطالي بمنح باشاغا الضوء الأخضر للاطاحة بالسراج.
وتحتفظ إيطاليا بنحو ألف جندي من مشاة البحرية الإيطالية في مدينة مصراتة على بعد 201 كيلو متر إلى الشرق من مدينة طرابلس عاصمة ليبيا، بينما يحتفظ باشاغا بسيطرته على القوات التابعة لوزارة الداخلية داخل العاصمة طرابلس وله نفوذ واسع المجال على ميلشيات مصراتة نفسها التي حصلت على الجزء الأكبر من المدرعات التركية التي تعاقد عليها باشاغا بشخصه خلال زيارة شهيرة له لأنقرة، وتولى بنفسه توزيعها بالرغم من أن منصبه الرسمي في حكومة الميلشيات هو وزير الداخلية وليس وزير الدفاع . وكان الصراع بين باشاغا وفائز السراج قد تفجر علنا لأول مرة خلال الأسابيع الماضية، بعد أن ظل الصراع بين الطرفين حبيسا للغرف المغلقة، ويحظى باشاغا بدعم تركي مباشر وسط تأكيدات على أن باشاغا لا يزال يحتفظ بجنسيته التركية حتى الان، بينما يحظى السراج بدعم عسكري على الأرض من قوات نظامية إيطالية، وحيث وصل فائز السراج إلى طرابلس لأول مرة لتولي مهامة على متن بارجة إيطالية. يذكر أن أهل مصر كانت قد انفردت في 28 من نوفمبر العام الماضي بالكشف لأول مرة عن الصراع بين باشاغا والسراج الذي ظل مكتوما ولا يعرف به إلا المقربون من مكتبي الاثنين