مازح الرئيس الأميركي جو بايدن أحد الصحفيين مساء أمس بعد انتهاء المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، إثر سؤاله عما تحدثه عنه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية بينهما، وهو ما يدل على مؤشرات إيجابية لعلاقة بايدن مع الصحافة.
وكان بيتر دووسي المراسل الصحفي لقناة فوكس نيوز، قد وجّه سؤاله إلى بايدن قائلا "سيدي الرئيس، عن ماذا تحدثت مع فلاديمير بوتين؟".
وجاء جواب بايدن الساخر "تحدثنا عنك، يرسل لك الرئيس تمنياته"، وضجت القاعة بالضحك على خلفية رده ومغادرته إثر ذلك.
وكانت عدسات المصورين قد التقطت الأربعاء الماضي لقطة للرئيس بايدن وهو يقترب من السياج الذي يفصله عن المراسلين والصحفيين، للحديث مع أحدهم. تلك اللقطة المصورة عرضت على موقع "يوتيوب"، وهي مشهد مكرر من أخرى التقطت لبايدن عام 2013 أثناء حفل تنصيب الرئيس الأسبق باراك أوباما لفترة رئاسية ثانية.
لكنها هذه المرة تبرز أن ولاية بايدن ستكون أكثر قربا من الصحافة والإعلام، مما كان عليه سلفه دونالد ترامب، وذلك وفقا لتقرير لوكالة الأناضول.
وفي هذه اللقطة، تحدث بايدن إلى مراسل يدعى "إل روكر"، وقال له إنه "يشعر بالسعادة كونه تولى أعلى منصب في البلاد".
وفي السياق، تعهدت المتحدثة الجديدة باسم البيت الأبيض جين ساكي بمشاركة "معلومات دقيقة" مع الصحفيين والشعب الأميركي، وتأسيس علاقات أفضل مع المؤسسات الصحفية.
وقالت ساكي في أول مؤتمر صحفي بعد ساعات فقط من تنصيب بايدن: "عندما طلب مني الرئيس أن أقوم بهذا الدور، تحدثت معه عن أهمية إعادة الحقيقة والشفافية إلى غرفة الإحاطة".
ووعدت ساكي بتغييرات قادمة في علاقة البيت الأبيض بالصحفيين، بعد علاقة متوترة للغاية بين الصحافة وترامب.
وأكدت أنها ستعقد إحاطات يومية للصحفيين، بعد أن تخلى البيت الأبيض في عهد الرئيس دونالد ترامب عن ذلك، متخذا في كثير من الأحيان نبرة صدامية علنية مع وسائل الإعلام.
وخلال المؤتمر، كتب جيم سيوتو الصحفي في شبكة "سي إن إن" (CNN): "هذا هو ما نريد، استقبال الأسئلة وإجابتها، وعدم مهاجمة الصحفيين كأنهم أعداء للشعب".
يشار إلى أن شبكة "سي إن إن" كانت من أكثر الوسائل الإعلامية التي عانت خلال فترة ترامب من التشكيك في مصداقيتها من قبله، وأحيانا من سوء معاملة صحفييها من ترامب نفسه.
وفي نوفمبر 2018، وخلال مؤتمر صحفي عُقد عقب الانتخابات النصفية، نشب سجال حاد بين ترامب ومراسل "سي إن إن" في البيت الأبيض جيم أكوستا، بعد محاولة الأخير الحصول على جواب لسؤاله من الرئيس، فاحتج ترامب غاضبا: "يجب أن تخجل سي إن إن من نفسها لتوظيفها شخصا مثلك، أنت شخص وقح وفظ".
وبعد المشاحنة، علّق البيت الأبيض تصريح أكوستا الصحفي، بينما قالت "سي إن إن" إن القرار كان عملا انتقاميا.