بعد أقل من 10 أيام على تولي الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، مهام منصبه، أصدر قرارًا بوقف مبيعات الأسلحة للسعودية والإمارات، فيما تحدث وزير الخارجية ، أنتوني بلينكين، عن خطأ إدراج الإدارة السابقة لجماعة 'أنصار الله' المعروفة بـ'الحوثي' على قوائم الإرهاب، وقال إنها خطوة أضرت بأعمال الإغاثة في اليمن التي تشهد أسوء كارثة إنسانية.
خطوة بادين تأتي كجزء من تعهده خلال حملته الانتخابية بمنع استخدام الأسلحة الأمريكية في العمليات العسكرية التي يشنها التحالف السعودي، في اليمن، والذي تشكل فيه الإمارات ثاني أكبر قوة. خاصة أن النزاع أودى بحياة آلاف الأشخاص، وأثار مجاعة واسعة النطاق، وأزمة إنسانية تعتبر الأسوأ في العالم.
وخلال وقت سابق، تعهدت الخارجية الأمريكية بمراجعة قرار تصنيف الحوثي، منظمة إرهابية، ما ينذر بأن الإدارة الجديدة في طريقها لفعل شيء ما ربما يصب في مصلحة الجماعة المتمردة والتي تسيطر على العاصمة صنعاء في الوقت الحالي.
وتنفذ الجماعة المتمردة، المدعومة من إيران، عمليات قصف بصواريخ كروز وأخرى بالستية، فضلًا عن الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة، لأهداف استراتيجية للسعودية، الأمر الذي يربك الرياض، ويجعل أنظمتها الدفاعية (باتريوت) في اختبار صعب.
تجميد المبيعات
بحسب بيان أمريكي، جمدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشكل مؤقت، مبيعات الأسلحة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث تراجع صفقات أسلحة بقيمة مليارات الدولارات وافق عليها الرئيس السابق دونالد ترامب.
صحيفة 'وول ستريت جورنال' نقلت عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن عملية المراجعة تشمل بيع ذخائر دقيقة التوجيه إلى الرياض بالإضافة إلى مقاتلات من طراز 'إف- 35' إلى أبو ظبي، وهي صفقة وافقت عليها واشنطن كجزء من اتفاقيات إبراهام، التي أقامت الإمارات بموجبها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
توضيح الخارجية
الخارجية الأمريكية، أوضحت أن الإدارة الجديدة تراجع المبيعات لكنها لم تتخذ أي قرار بشأن ما إذا كانت ستتم بالفعل، ووصفت الإيقاف المؤقت بأنه 'إجراء إداري روتيني' تتخذه معظم الإدارات الجديدة مع مبيعات الأسلحة على نطاق واسع، حسبما نقلت وكالة 'أسوشيتد برس'.
فيما قال المسؤولون الأمريكيون إنه ليس غريبا أن تراجع إدارة جديدة مبيعات الأسلحة التي وافقت عليها الإدارة السابقة، وأنه على الرغم من التوقف المؤقت، فمن المرجح أن تمضي العديد من الصفقات إلى الأمام في النهاية.
بحسب مصادر أخرى، فإنه تماشيا مع تعهدات بايدن، تسعى واشنطن لضمان عدم استخدام الأسلحة الأمريكية لتعزيز الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن.
وقالت الخارجية الأمريكية: 'توقف الوزارة مؤقتا تنفيذ بعض عمليات النقل والمبيعات الدفاعية الأمريكية المعلقة في إطار المبيعات العسكرية الخارجية والمبيعات التجارية المباشرة للسماح للقيادة الجديدة بفرصة المراجعة'.
أسوأ أزمة
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، أن الإدارة الجديدة في البيت الأبيض بقيادة الرئيس، جو بايدن، تعتقد أن إجراءات السعودية في اليمن أدت لوقوع أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
أكد بلينكين، في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء: 'نرى أن الحملة التي تشنها السعودية أدت، حسب تقديرات كثيرة، إلى وقوع أسوا أزمة إنسانية في العالم'.
وتسببت الغارات الجوية للتحالف، وكذلك القصف المتبادل، بسقوط عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين، بين قتلى وجرحى؛ فضلا عن تدمير البنية التحتية لليمن، وانتشار الأوبئة والأمراض، والمجاعة في بعض المناطق، وبات نحو 22 مليون شخص، أي نحو 75 في المئة من عدد سكان اليمن، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية.