ما بين الإدانة والقلق والدعوة لضبط النفس وحل الخلافات، تعددت مواقف الدول والمنظمات حول العالم إزاء الانقلاب العسكري في ميانمار.
انقلابٌ نفذه الجيش، فجر اليوم الإثنين، مطيحا بزعيمة البلاد أونج سان سو تشي، التي وقعت ومسؤولون آخرون رهن الاعتقال، لكن الخطوة التي أقدم عليها الجيش الذي أعلن حالة طوارئ لمدة عام في البلاد، قوبلت بموجة من ردود الفعل الدولية على رأسها الولايات المتحدة.
واشنطن تتوعد
فمن الأخيرة، أعلن البيت الأبيض معارضته لـ'أي محاولة لتغيير نتائج الانتخابات الأخيرة أو عرقلة التحول الديمقراطي' في ميانمار.
موقف جاء على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان، قالت فيه إن واشنطن ستتخذ إجراءات (لم تحددها) إذا لم يتم التراجع عن هذه الخطوات، في إشارة للاعتقالات.
بدوره دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجيش في ميانمار إلى الإفراج عن كافة المعتقلين من مسؤولين وقادة في المجتمع المدني، وكذلك احترام إرادة الشعب التي عبر عنها في الانتخابات.
جونسون مع احترام إرادة الشعب
على نهج الولايات المتحدة سارت بريطانيا التي أدان رئيس وزرائها بوريس جونسون الانقلاب والتوقيف الذي وصفه بأنه 'غير قانوني' لسو تشي.
وجاء في تغريدة كتبها جونسون: 'أدين الانقلاب والسجن غير القانوني للمدنيين بمن فيهم أونج سان سو تشي في بورما. يجب احترام تصويت الشعب والإفراج عن القادة المدنيين'.
ولهجة كندية ليست ببعيدة
كندا هي الأخرى لم تخفف من لجهتها إزاء ما شهدته ميانمار، حيث كتب سفيرها لدى الأمم المتحدة بوب راي في تغريدة له إن الجيش صاغ الدستور بهذه الطريقة كي يتمكن من تنفيذ الانقلاب، وقال إن دستور 2008 صُمم خصيصا لضمان أن تكون القوة العسكرية متجذرة بعمق ومحمية.
أستراليا مع حل الخلافات
أما أستراليا، فدعت على لسان وزيرة الخارجية ماريز باين، الجيش إلى احترام دولة القانون، وحل الخلافات عبر الآليات القانونية، كما دعته إلى 'الإفراج فورا عن جميع القادة (السياسيين) والأشخاص الآخرين المعتقلين بشكل غير قانوني'.
كذلك فعلت فرنسا التي حثت الجيش في ميانمار على 'احترام تصويت الشعب'، وقال المتحدث باسم الحكومة غابريال أتال، في تصريحات إذاعية: 'ندعو إلى احترام نتيجة صناديق الاقتراع'، مشيرا إلى أن فرنسا تناقش مع شركائها الوضع في ميانمار، وهو ما جاء في الموقف الياباني الذي دعا العسكريين للإفراج عن سو تشي، و'إعادة الديمقراطية إلى البلاد'.
وللجار كلمة أخرى
وبلهجة أخرى، جاء موقف الجيران، إذ دعت الصين كافة الأطراف في ميانمار إلى 'حل الخلافات' في البلد الواقع جنوب شرق آسيا.
وفي مؤتمر صحفي قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين إن بلاده 'جارة صديقة لبورما وتأمل أن تحل الأطراف المختلفة خلافاتها ضمن الإطار الدستوري والقانوني لحماية الاستقرار السياسي والاجتماعي'.
أما جارتها من الشمال الغربي، الهند، فأعربت عن قلقها تجاه الأحداث الجارية في ميانمار.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الهندية: 'لطالما قدمت الهند دعما مستمرا لعملية الانتقال الديمقراطي في بورما. نعتبر أنه ينبغي احترام دولة القانون والآلية الديمقراطية'.
وبنفس القلق جاء موقف سنغافورة التي أعربت وزارة خارجيتها عن 'قلقها البالغ' بشأن الوضع في ميانمار، آملة في أن تثبت كافة الأطراف 'ضبط النفس'.
تنديد أوروبي وأممي
وعلى صعيد المنظمات الدولية، ندد الاتحاد الأوروبي بـ'شدة' بالانقلاب الذي نفذه الجيش، داعيا للإفراج عن الذين جرى اعتقالهم 'بشكل غير قانوني'.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، في تغريدة له: 'أدين بشدة الانقلاب في بورما، وأدعو العسكريين إلى الإفراج عن جميع الذين اعتقلوا بشكل غير قانوني، ويجب احترام نتيجة الانتخابات واستعادة العملية الديمقراطية'.
أمميا، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش 'بشدة'، باعتقال الجيش الزعيمة أونج سان سو تشي ومسؤولين آخرين، معتبرا أن التطورات الجارية 'تشكل ضربة قوية للإصلاحات الديمقراطية' في البلاد.