قالت الإدارة الأمريكية إنها تعتزم إلغاء تصنيف جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن كجماعة إرهابية، في الوقت الذي أجرى فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أول محادثة هاتفية مع نظيره السعودي.
وأبلغت وزارة الخارجية الكونجرس رسميا بهذه الخطط، وفقا لما قاله متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
ويترتب على هذا القرار إلغاء أحد أكثر قرارات اللحظة الأخيرة انتقادا للرئيس السابق دونالد ترامب.
ورحبت منظمات الإغاثة بهذه الخطوة باعتبار أن لها تداعيات عميقة على الشعب اليمني، موطن أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا يقاتل ضد المتمردين الحوثيين في اليمن المرتبطين بخصمها الإقليمي إيران.
ويعاني اليمن من صراع مدمر على السلطة بين الحكومة والحوثيين منذ أواخر عام 2014.
ودفع الصراع بالدولة العربية إلى حافة المجاعة ودمر مرافقها الصحية.
وأعلنت إدارة الرئيس جو بايدن عن عزمها إلغاء تصنيف الحوثيين في اليمن كجماعة إرهابية أمس الأول الجمعة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن "هذا القرار لا علاقة له برؤيتنا للحوثيين وسلوكهم المستنكر بما في ذلك الهجمات على المدنيين واختطاف المواطنين الأمريكيين"، مضيفا أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها ضد مثل هذه الهجمات.
وتابع "إن تحركنا هذا يرجع بالكامل إلى العواقب الإنسانية لهذا التصنيف في اللحظة الأخيرة من الإدارة السابقة، والذي أوضحت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ ذلك الحين أنه سيعجل بأسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وأكدت الأمم المتحدة دعمها لهذه الخطوة.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة يوم السبت "إن إلغاء التصنيف سيوفر ارتياحا عميقا لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لتلبية احتياجاتهم الأساسية للبقاء على قيد الحياة".
وأضاف:"سيساعد ذلك على ضمان وصول السلع الأساسية التي تشتد الحاجة إليها دون تأخير كبير. في وقت يتعرض فيه اليمن لخطر المجاعة بشكل كبير، ومن الضروري الحفاظ على الواردات التجارية والمساعدات الإنسانية بكميات كافية".
وقال عضو الكونجرس الأمريكي كريس مورفي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ، إن "إلغاء التصنيف قرار مهم سينقذ الأرواح، بالإضافة إلى تعيين مبعوث خاص، يمنح الأمل في أن الرئيس بايدن ملتزم بإنهاء الحرب".
وقال ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية،عبر تويتر: "هذا قرار آخر حيوي وصحيح لمنح الأمل لسكان اليمن المنكوبين. إن تصنيف أنصار الله لن يفعل شيئا لمواجهة الإرهاب، وكل هذا يجعل المساعدات الإنسانية والحركة التجارية مستحيلة".
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن بلينكين أجرى يوم الجمعة أول مكالمة هاتفية مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية"واس" في وقت متأخر من يوم الجمعة أن الدبلوماسيين الكبيرين ناقشا أيضا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقالت "إن الوزير بن فرحان "هنأ نظيره الأمريكي بمناسبة توليه المنصب الجديد"، معبراً "عن تطلع المملكة للعمل مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات المشتركة وصون الأمن والاستقرار في المنطقة".
وفي أول خطاب له عن السياسة الخارجية كرئيس للولايات المتحدة ، أعلن بايدن يوم الخميس نهاية الدعم الأمريكي للحملة العسكرية بقيادة السعودية في اليمن.
وقال بايدن "نعمل على تكثيف دبلوماسيتنا لإنهاء الحرب في اليمن، وهي حرب تسببت في كارثة إنسانية واستراتيجية".