نشر موقع فورين بوليسي الأمريكي، اليوم، تقريراً بأهم دول الشرق الأوسط المهمة بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وظهر أن المنطقة لن تحظ باهتمامها مثلما كان في السابق، نظراً لرغبة واشنطن في التركيز على صراعها مع الصين وروسيا، والاهتمام باستقرار أوروبا وقضية المناخ.
والتقرير الذي حمل توقيع ستيفن كوك، أكد أن مجلس الأمن القومي الأميركي، أجرى تعديلاً وفقا لذلك، بتقليصه حجم إدارة الشرق الأدنى، كما قلّصت الوكالات التنفيذية الأميركية عدد العاملين في شؤون الشرق الأوسط.
وأوضح أن هذه التغييرات تحدث على خلفية مناقشات السياسة الخارجية المستمرة حول "منافسة القوى العظمى" والصين، مشيرا إلى أنه إذا كانت الفترة من 2001 إلى 2020 هي العصر الذهبي لمحللي الشرق الأوسط؛ فمن الواضح أن واشنطن تدخل الآن عصر الخبير في الشؤون الصينية، والمتخصص في الصحة العامة.
وتطرق التقرير إلى مستقبل الاهتمام الأمريكي بعدد من بلدان الشرق الأوسط، بينها تركيا التي يسود حالياً توترات في علاقاتها مع الولايات المتحدة، بسبب مطالبات الأخيرة لأنقرة بالتوقف عن تفعيل منظومة "إس 400" الروسية، بزعم أنها تشكل تهديداً على أمن حلف شمال الأطلسي "ناتو" وهو ما تنفيه أنقرة.
كما أن هناك قضايا محط خلاف بين أنقرة وواشنطن، أبرزها رفض الأخيرة إعادة زعيم تنظيم "غولن" المقيم على أراضيها والذي تتهمه تركيا بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد صيف 2016.
يُذكر أن اختيارات بايدن لفريق السياسة الخارجية، جاءت وبصورة كاملة من مسؤولين سابقين في إدارة الرئيس باراك أوباما، والذي كان بايدن نائبا له لمدة 8 سنوات، ليبعث رسائل تمهد لتبنيه سياسات لا تبتعد كثيرا عما تبنته إدارة أوباما.
وبالعودة إلى تقرير "فورين بوليسي"، أفاد الكاتب أن الولايات المتحدة الأمريكية مهما تجاهلت تركيا فهي حليف لواشنطن ضمن حلف شمال الأطلسي.
وأردف: "لذلك فمن غير الواضح ما إذا كان سجل تركيا الأخير سيبقيها خارج الاهتمام لمدة طويلة".
وقبل أيام، صرّح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن منظومة "إس-400" الروسية للدفاع الجوي ستستخدم لمواجهة التهديدات والمخاطر، وأنها لا تشكل خطرا على من لا ينوي مهاجمة تركيا.
وأضاف أن أنقرة ستستخدم منظومة "إس-400"، كما تستخدم بعض دول الناتو لمنظومة "إس-300" الروسية، مضيفًا: "نستخدم منظومة إس-400 بشكل مستقل عن منظومات الناتو".