لأسباب غير واضحة حتى الآن، فإن الحوامل المصابات بـ"كوفيد-19" أكثر عرضة للولادة المبكرة وتسمم الحمل ومشاكل الرُضع الأخرى أكثر من النساء السليمات.
وقرر فريق من علماء جامعة ييل التحقيق فيما إذا كان الفيروس يؤثر على أنسجة المشيمة للأمهات الحوامل المصابات. ووجد تحليلهم أنه على الرغم من ندرة وجود الفيروس في المشيمة، إلا أن المشيمة لدى الأمهات المصابات تميل إلى إظهار مستوى أعلى بكثير من نشاط الجهاز المناعي من النساء الحوامل غير المصابات، حسبما أفدن في 22 أبريل في مجلة Med.
وقالت شلي فارهاديان، الأستاذة المساعدة في الطب الباطني (الأمراض المعدية) وعلم الأعصاب في جامعة ييل والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "النبأ السار هو أن المشيمة تشكل دفاعا قويا ضد عدوى بعيدة، في الرئتين أو أنسجة الأنف. ولكن من ناحية أخرى، قد يؤدي المستوى المرتفع من نشاط الجهاز المناعي إلى آثار ضارة أخرى على الحمل".
وحلل الفريق الذي ترأسه فارهاديان وأكيكو إيواساكي، أستاذ علم الأحياء المناعي في فالديمار فون زيدتويتز في جامعة ييل، الدم وأنسجة المشيمة في 39 حالة مصابة وكذلك الأمهات الحوامل غير المصابات بفيروس كورونا في مراحل مختلفة من الحمل.
وبينما وجدوا دليلا على وجود الفيروس في عينتين فقط من نسيج المشيمة، وجدوا مستقبلات ACE2، التي يستخدمها فيروس SARS-CoV-2 لدخول الخلايا، في مشيمة معظم النساء خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. اختفت هذه المستقبلات إلى حد كبير لدى النساء السليمات في مراحل متأخرة من الحمل.
وقالت فرهاديان: "من المهم للغاية مراقبة الأمهات الحوامل اللائي يصبن بالعدوى في وقت مبكر من الحمل عن كثب".
وأشارت إلى أن نشاط الجهاز المناعي في المشيمة أثناء الإصابة بعدوى مثل "كوفيد-19" لم تتم دراسته على نطاق واسع ومن غير المعروف ما إذا كانت أنواع العدوى الأخرى ستتصرف بشكل مشابه لـ SARS-CoV-2.