رسائل هامة وجهها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رسم من خلالها خارطة طريق.
جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامي عبدالله المديفر، وبثه التلفزيون السعودي، وعدد من القنوات العربية مساء الثلاثاء.
ورسم ولي العهد السعودي خلال حواره، في شقه الاقتصادي، خارطة طريق لمستقبل المملكة بعد الإنجازات التي حققتها بعد 5 سنوات من إطلاق "رؤية 2030"، كما رسم في حواره - في شقه السياسي- خارطة طريق لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة بما فيها إيران، لكن ضمن أطر وثوابت ومحددات.
محمد بن سلمان: السعودية كانت هدفا رئيسيا للمشاريع المتطرفة والإرهابية
ووضع الأمير محمد بن سلمان أيضا النقاط على الحروف فيما يتعلق بنقاط هامة في سياسات المملكة الخارجية، وخصوصا العلاقة مع الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، مشدد على أن المملكة لن تقبل أي ضغط بالتدخل في شأنها الداخلي.
على الصعيد الأمني، أكد ولي العهد السعودي الفوائد العديدة التي حققتها المملكة من استئصال التطرف والإرهاب، بعد أن كانت مستهدفة من تلك القوى.
واتسم حديث ولي العهد السعودي في مجمله بشفافية عالية وثقة كبيرة وقدرة عالية على الإقناع ورؤية ثاقبة في الحديث .
العلاقة مع إدارة بايدن
على صعيد العلاقة مع إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، وضع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان النقاط على الحروف حول حقيقة ما إذا كان هناك تباينات بين المملكة وإدارة بايدن، وقطع الطريق أمام المتصيدين الذين يزعمون أن إدارة باين أدارت ظهرها للسعودية، مؤكدا أن "الولايات المتحدة شريك استراتيجي للمملكة منذ أكثر من 80 عاماً، وهناك توافق سعودي مع إدارة الرئيس بايدن بنسبة 90% من الأفكار".
وتابع، أنه "مع أي إدارة أمريكية قد يزيد هامش الخلاف أو يقل، ولكن مع إدارة الرئيس جو بايدن هناك أقل 10% من الخلافات نعمل على تقليلها وحلها"، مشيرا إلى أن هذا هامش اختلاف طبيعي، وليس هناك أي اتفاق 100% بين الدول.
ثوابت وشراكات
على صعيد الثوابت، أكد ولي العهد السعودي أن " المملكة لن تقبل أيّ ضغط بالتدخل في شأنها الداخلي، موضحا أن فلسفة سياستها الخارجية قائمة على تحقيق مصالح المملكة وحفظ أمنها، والمملكة تعمل على تعزيز مصالحها وتتفادى نقاط الاختلاف.
وشدد على أن "السعودية تعمل مع كل دول العالم"، قائلا: "نعمل على الحفاظ على شراكتنا الاستراتيجية مع شركائنا في المنطقة وتعزيز تحالفاتنا مع الدول الأخرى وصنع شراكات جديدة".
وتابع: نعمل على صنع شراكات جديدة مع روسيا والصين والهند وغيرها بما يخدم مصالح السعودية.
العلاقة مع إيران
وحول ملف العلاقات مع إيران، قدم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رسائل إيجابية عديدة، أقام من خلالها جسور لتحقيق الاستقرار والسلام بالمنطقة، ورهن ذلك بتغير إيران سلوكياتها السلبية.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن: "إيران دولة جارة وكل ما نطمح إليه أن تكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع إيران، لا نريد وضع إيران أن يكون صعباً بالعكس".
وأضاف: "لدينا مصلحة في استقرار إيران، ولكن الإشكالية في التصرفات السلبية لطهران في برنامجها النووي، وبرنامج صواريخها الباليستية، ودعمها لميليشيات خارجية".
وبين أن المملكة "تعمل لإيجاد حلول لهذه الإشكاليات، وأن تكون العلاقة طيبة وقوية وفيها منفعة للجميع".
أزمة اليمن
وفيما يتعلق بأزمة اليمن أعاد الأمير محمد بن سلمان التأكيد على أن مبادرة السلام التي طرحتها المملكة ما زالت قائمة، داعيا الحوثيين إلى وقف إطلاق النار والجلوس على طاولة المفاوضات، في تصريحات تؤكد سعي المملكة لتحقيق الاستقرار والسلام بالمنطقة.
وأوضح أن أزمة اليمن ليست أول أزمة تمر بين المملكة واليمن، إذ سبقتها عدة أزمات كان آخرها عند توسع الحوثي عام 2014 حتى وصل إلى صنعاء في 2015، وهو ما وصفه بالأمر "غير القانوني في اليمن أو أي دولة أخرى".
وأضاف: "ليست هناك دولة في العالم تقبل بوجود ميليشيا على حدودها، هذا غير مقبول للسعودية، وغير مقبول لدول المنطقة، وأيضاً غير مقبول للشرعية في اليمن".
وتابع: "نتمنى أن يجلس الحوثي على طاولة المفاوضات مع جميع الأقطاب اليمنية للوصول إلى حلول تكفل حقوق الجميع في اليمن، وتضمن مصالح دول المنطقة".
وحول علاقة جماعة الحوثي بإيران، قال ولي العهد السعودي: "أعتقد أن الحوثي له علاقة قوية بالنظام الإيراني، لكن الحوثي في الأخير يمني ولديه نزعة عروبية، أتمنى يراعي مصالحه ومصالح وطنه قبل أي شيء آخر".
ومؤخرا، أعلنت السعودية عن مبادرة للسلام في اليمن تضمنت وقفا شاملا لإطلاق النار وتخفيف قيود شحنات الوقود المتجهة إلى ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء بإشراف من التحالف والأمم المتحدة واستئناف العملية السياسية.
التطرف
على الصعيد الأمني، قال الأمير محمد بن سلمان، إن بلاده كانت هدفا رئيسيا للمشاريع المتطرفة والإرهابية خلال الأعوام الماضية.
وبين أن نجاح المملكة في استئصال الفكر المتطرف ساهم في تحقيق التنمية في المملكة، واستقطاب الاستثمارات، وإظهار مبادئ الدين السمحة، وهؤلاء المتطرفون لا يمثلون ديننا الحنيف.
وبين أن أي شخص يتبنى منهج متطرف حتى لو لم يكن إرهابيا فهو مجرم يحاسب من القانون، مؤكدا أن دستور المملكة القرآن والسنة ومنهجها الاعتدال، ولا عقوبة على شأن ديني إلا بنص قرآني واضح.