طالب بيان 57 هيئة فلسطينية من أميركا وكندا الحكومتين الأميركية والكندية بوقف المساعدات لقوات الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء الإجراءات القمعية ضد دعاة حقوق الفلسطينيين، كما طالب بالسحب الفوري للسفارة الأميركية من القدس والتراجع عن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".
أصدرت 57 جمعية فلسطينية أو مناصرة لفلسطين في أميركا الشمالية، بياناً في الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة، قالت فيه إنه احتفالنا بالذكرى، نجتمع نحن الموقعون على هذا البيان "لتأكيد التزامنا بنضال الشعب الفلسطيني من أجل العدالة والعودة والتحرير. نحيي ذكرى الخسارة التي عانى منها الفلسطينيون في عام 1948 عندما أجبر مئات الآلاف من أبناء شعبنا على النزوح ورأووا منازلهم وقراهم تُسرق أو تُدمَّر على أيدي المليشيات الصهيونية".
وأضاف البيان: "حتى يومنا هذا، لا يزال الاستيطان ونزع الملكية (عن الأراضي الفلسطينية) من العمليات الجارية (من قبل إسرائيل)، حيث يستمر الفلسطينيون في تحمل سرقة الأراضي والتعدي على حقوقهم الأساسية. على الرغم من العقود المتعددة للوحشية الصهيونية، يظل شعبنا الصامد ملتزماً بمقاومة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني وتحرير فلسطين".
وتابع البيان: ما زلنا نشهد شجاعة الشعب الفلسطيني وهو يقاوم الاعتداءات على أحيائنا ومقدساتنا. وشهدنا استمرار العائلات الشجاعة لحي الشيخ جراح وحي سلوان في تنظيم صفوفهم ضد سرقة منازلهم من قبل المنظمات الاستيطانية الصهيونية التي تسير في شوارع القدس تهتف "الموت للعرب". كما شهدنا تعدي الاحتلال المستمر على المقدسات الخاصة بشعبنا، بما في ذلك فرض قيود على المصلين المسلمين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك وكذلك الاعتداء على المصلين المسيحيين وهم يشقون طريقهم إلى كنيسة القيامة خلال احتفالات عيد الفصح الأرثوذكسية".
وحيا البيان "المقاومة البطولية لشعبنا في جميع أنحاء فلسطين، من القدس إلى أم الفحم، الذين نزلوا إلى الشوارع لحماية منازل الفلسطينيين وحقوقهم ومواقعنا الثقافية والدينية".
وأضاف كما عانى الفلسطينيون بشكل مباشر منذ عقود، فإن الاستعمار الاستيطاني الصهيوني قائم على تدمير الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية. إنه مشروع يتطلب الهيمنة الكاملة على الفلسطينيين من خلال سياسات العقاب الجماعي والحصار. يتعرض العمال الفلسطينيون والناشطون والطلاب والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والقادة السياسيون والشباب والأطفال لاستغلال السياسات والسجن التعسفي والعنف السياسي، والتي تهدف إلى تحطيم روح الأجيال المقبلة وإجبارهم على قبول دوام السيادة الصهيونية على كل جانب من جوانب حياتهم".
وتابع بيان الجمعيات والمنظمات الفلسطينية قائلاً "إن الأسرى الفلسطينيين، وعددهم اليوم نحو 4500 أسير، هم الآن وبقوا دائماً في الخطوط الأمامية للمقاومة ومواجهة الصهيونية. بينما نسير من أجل العودة والتحرير، نسير من أجل حرية جميع المناضلين المسجونين من أجل فلسطين".
وأضاف البيان: لعبت الحكومات الغربية طويلاً دوراً نشيطاً في إدامة الاحتلال العسكري والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني. فالحكومة الأميركية تقدم أكثر من 3.8 مليار دولار سنوياً كمساعدات عسكرية مباشرة لقوات الاحتلال (الإسرائيلي). لقد تهربت الحكومتان الأميركية والكندية من مسؤوليتيهما عن الجرائم الصهيونية من خلال التظاهر بأنهما حكمان مزعومان في صراع ترعيانه. وتستمر الحكومتان في توفير غطاء دبلوماسي للجرائم الصهيونية، وتعملان بنشاط على تضييق الخناق على مؤيدي حقوق الفلسطينيين من خلال القمع الحكومي، والإجراءات المناهضة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، والخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية".
وطالب البيان الحكومتين الأميركية والكندية "بوضع حد لهذا التواطؤ. كما طالب بوقف المساعدات لقوات الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء الإجراءات القمعية ضد دعاة حقوق الفلسطينيين. كما طالب بالسحب الفوري للسفارة الأميركية من القدس والتراجع عن اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".
وختم البيان بدعوة المجتمعات الفلسطينية في الشتات وأنصار قضيتنا العادلة للانضمام إلى الأنشطة والأحداث التي تستضيفها المنظمات المختلفة في كندا والولايات المتحدة بمناسبة ذكرى النكبة. وقال إن "من واجب الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم رفع رايتنا ومواجهة الصهيونية، وقد حان الوقت لفلسطيني الشتات لاستعادة دورنا المتكامل في النضال من أجل التحرير".
وأضاف: "يجب أن نرفض بشكل قاطع مسار أوسلو والمفاوضات والتنسيق الأمني مع قوات الاحتلال الصهيوني من قبل السلطة الفلسطينية. يجب أن نجدد التزامنا بحقوقنا: الحق في فلسطين حرة وموحدة من النهر إلى البحر، وحق العودة، والحق في العيش بكرامة في ظل سلام عادل ودائم".
وختم البيان بتوقيع المنظمات وتحديد تواريخ المسيرات والتجمعات بمناسبة ذكرى النكبة في عدد من المدن الأميركية والكندية ابتداء من يوم غد الجمعة 14 مايو حتى يوم الأحد 16 مايو الجاري.