تشهد دولة إثيوبيا، مشهد متكرر عاشته خلال السنوات القديمة، وأصبح رئيس الوزراء الحالي يعيش نفس مسلسل الإمبراطور الراحل منجستو الذي كان يحكم البلاد، والتيجراي يرفع علم الانتصار مرة أخرى.
تعيش القوميات بدولة إثيوبيا، حالة متخالطة تدمج بين الفرحة والحزن والقلق، خاصة بعد انتصار قوات التيجراي، على الحكومة والسيطرة على مدينة 'مقلي'.
في هذا الصدد 'أهل مصر'...تبرز سيناريو وتاريخ إثوبيا
الأمبراطور منجستو
تولي منجستو هيلا مريام، في عام 1974م، إدارة البلاد، وبدأ في انضمام كافة الضباط في حزب واحد بهدف سيطرة البلاد، كما فعل آبي أحمد في حزب الازدهار.
وبداية إدارته للبلاد، كان يهاجم كافة حركات الطلاب والأحزاب المعارضة له، وأخذ معونة من الاتحاد السوفيتي ولغي لقب المماليك في الدولة، فضلا عن سيطرته على الأراضي المواطنين.
وحصد قومية الأمهر النصيب الكبير في الثروات والمناصب، خاصة أن فترة حكم منجستو وهيلاسلاسي كانوا من تلك القومية.
في الفترة من 1983 حتي 1985م، عاشت إثيوبيا خلال تلك الفترة، حروب وصراعات أهلية لحقتها مجاعات متفرقة وتحديدًا في إقليم تيجراي، وأسفر عنه وفاة الآلاف وهروب الآخرين.
تكاتف جبهة تحرير تيجراي، والجبهة الشعبية لتحرير إريتريا، في عام 1991م، بهدف الاطاحة بالرئيس الراحل منجستو هيلا مريام، ونجحه وفر الرئيس إلي دولة زيمبابوي، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي الداعم له، في مايو 2008 حكم عليه بالاعدام من قبل المحكمة العليا في أثيوبيا.
قائد الحرب
في 2 إبريل 2018م، تولي آبي أحمد منصب رئيس مجلس الوزراء، وحين تولي المنصب أخذ قرارات جريئة وغير مسبوقة مقارنة بالرؤساء السابقون.
وقرر رئيس الوزراء إنهاء الخلاف مع دولتين من منطقة القرن الافريقي وهي دولتي 'الصومال وإريتريا'، بالاضافة إلي قيام بالاصلاح الاقتصادي.
وقام رئيس الوزراء الأثيوبي، باستبدال الائتلاف الحاكم المكون، من 4 أحزاب اثنية بحزب واحد بهدف تحقيق اندماج وطني بالدولة 'حزب الازدهار'.
ولا نال تلك الفكرة إعجاب من العديد القوميات، واعترض جبهة تحرير تيجراي بشدة تلك فكرة الاندماج، واستمر زيادة الاحتقان بينهما.
حصل آبي أحمد علي جائزة نوبل للسلام، لجهوده في إنهاء الخلاف مع دولتي الجوار.
وأطلق عليه بلقب'بنيلسون مانديلا'، ولكن سرعان ما انقلب عليه وأصبح أسوأ رئيس وزراء في تاريخ أثيوبيا، في عيون العديد من الأثيوبيين.
قومية تيجراي
ظل إقليم تيجراي يحكم البلاد ما يقرب من 27 عامًا، وتولي ميليس زيناوي الحكم بعد الإطاحة ب'منجستو'.
ظل جبهة إقليم تيجراي، منذ سنوات يناضل من أجل تحرير إثيوبيا من قومية الأمهر التي كانت تحكم البلاد منذ سنوات عديدة.
وبعد نجاح تيجراي، حصل دولة إريتريا الاستقلال، وبدء زيناوي رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل، في جمع كافة المعارضين وإعلان تحقيق حق تقرير المصير، وأسس جبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية على السلطة.
وبعد الحروب والصراعات التي فعلتها قومية الأورومو في 2018م، قرر رئيس الوزراء السابق ديسالين من تقديم استقالته من رئاسة البلاد.
وعينت جبهة الديمقراطية الثورية، التي يحكمها قومية تيجراي، بتولي آبي أحمد إدارة البلاد، بهدف تهدا الشارع الأثيوبي خاصة أنه لديه جذور من قومية الاورومو.
ولكن عندما صعد على عرشه، قام بتغييرات سياسية عديدة، وضد سياسية إقليم تيجراي، وسرعان ما أعلنه انقلابه عليه في وقت قصير.
وأجري إقليم تيجراي شمال البلاد، انتخابات محلية، في 9 سبتمبر الماضي، واعترض الحكومة واعتبر تلك الانتخابات غير دستورية.
وزاد الاحتقان والتوتر بين القومية والحكومة، وكلف رئيس الوزراء الأثيوبي الجيش بالانتشار في إقليم تيجراي، بعد اتهام الحكومة بوجود مهاجمات ضدهم.
أعلنت حكومة إثيوبيا، عن فرض حالة الطوارئ وإطلاق عملية عسكرية في إقليم تيغراي.
وصرح الدكتور دبراظيون قبري ميكائيل، حاكم إقليم تيجراي رئيس الوزراء الإثيوبي، ' بعدم اندلاع حرب ضد شعبه وهم يريدون السلام والتنمية، وإذا تريدون الحرب نحن جاهزون وسنجعلكم مقبرة للعزاء'.
وقال: ' كما جعلنا في السابق مقبرة للرئيس الأسبق منجستو هيلي ماريام، وسنجعلها مقبرة لحزب الازدهار حزب آبي أحمد المعتوه، وجاهزون لصناعة التاريخ مرة أخرى'.