أصدرت وزارة الخارجية صباح اليوم، بيانا بشأن ما تم إعلانه بشأن تغيير وضعية منطقة فاروشا بقبرص من خلال العمل على فتحها جزئياً، وذلك بما يخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأكدت مصر، في بيان رسمي لوزارة الخارجية، اليوم الأربعاء، مطالبتها بضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن في هذا الشأن، وتجنُب أية أعمال أحادية قد تؤدي إلى تعقيد الأوضاع وتُزيد من مقدار التوتر، مع ضرورة الالتزام الكامل بمسار التسوية الشاملة للقضية القبرصية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
أزمة منطقة الفاروشا
ومنذ 1974 وغزو الجيش التركي للثلث الشمالي من قبرص ردا على انقلاب نفذه جنرالات قبارصة يونانيون بهدف ضمها إلى اليونان، خلت مدينة فاروشا الساحلية من سكانها وأصبحت منطقة عسكرية مطوقة بالأسلاك الشائكة تقع تحت السيطرة المباشرة للجيش التركي.
وتقع المدينة حاليا في أراضي 'جمهورية شمال قبرص التركية' المعلنة من طرف واحد منذ 1983 ولا تعترف بها سوى تركيا.
ويأتي المخطط التركي في مسعى لإعادة التفاوض حول الملف القبرصي على أساس إقامة دولتين، الأمر الذي ترفضه قبرص والاتحاد الأوروبي.
ومنتصف الشهر الجاري أطلقت سفينة تركية طلقات تحذيرية على دورية قبرصية لخفر السواحل.
ووقعت الحادثة على بعد قرابة 11 ميلا بحريا (نحو 20 كلم) عن ميناء الصيد الصغير في قرية كاتو بيرغوس، غرب خط الهدنة الذي تشرف عليه الأمم المتحدة.
وتزعم تركيا أن مناطق معينة في المنطقة البحرية قبالة قبرص تقع ضمن المنطقة السيادية لها، فضلا عن اعتبار نفسها مدافعا عن حقوق القبارصة الأتراك (قبرص الشمالية)، التي لا تحظى باعتراف دولي سوى من أنقرة.
وترفض السلطات التركية الاعتراف باتفاقية تعيين الحدود بين مصر وقبرص المبرمة عام 2013، والمودعة بالأمم المتحدة رسميا.
مصر تدعم السيادة القبرصية
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن منطقة الفاروشا تقع تحت السيادة القبرصية، وفي مرحلة الستينات وفترة ما بعد ذلك وقعت تحت حكم الأتراك لأن تركيا لا تعترف بشبه جزيرة قبرص، لذا هذه المنطقة تتبع السيادة التركية وفقا لمزاعم تركيا، كما أنها لا تعترف بجزيرة كرييت و مناطق أخري مجاورة لها، لذا فأن تشبث تركيا برأيها بفرض السيادة التركية على تلك الجزر القبرصية ستؤدي إلي تغيير السياسة الدولية والتعاملات الدولية مع الدول ومن بينهم مصر حيث سيتم التعامل من خلال تركيا المستعمر وليس قبرص.
وأضاف في تصريح خاص لـ 'أهل مصر'، نتحدث هنا عن جزيرة قبرص اليونانية وبعض الجزر التابعة لقبرص ولكنها مستعمرة من قبل تركيا، لذا مصر دعت إلى تجنب أي أعمال افتراضية وبيان وزارة الخارجية أكد على هذا الأمر، وأن ما تحدثه تركيا لا يغير من المبدأ القانوني على منطقة الفاروشا القبرصية، والأن الإشكالية الرئيسية هي في الإجراءات الانفرادية التي تقوم بها تركيا مما سيؤثر علي مركز هذه الجزر القانوني والسياسي'.
وأكد أن مصر بطبيعة الحال تدعم قبرص ولها تحالفات عسكرية معها وأقامت تحالف ثلاثي مصري قبرصي يوناني، وبالتالي مصر رافضة كل الإجراءات التي تتخذها تركيا في هذا الإطار واعترف بقبرص ولا تعترف بتركيا.
وأكمل: 'أنا اعتقد أن تركيا تريد أن تنقل رسالة لقبرص وليس لمنطقة فاروشا نفسها بأنها خاضعة للسيطرة التركية بطبيعة الحال'.