نقلت صحيفة "ميرور" البريطانية عن الصحفي، ستيفن ديفيس، تأكيده أن رحلة الخطوط الجوية البريطانية رقم 149 هبطت في الكويت ليلة الغزو عام 1990 لإيصال 9 من الاستخبارات العسكرية السرية.
وأفيد بأن ديفيس اتهم في كتاب جديد يحمل عنوان "عملية حصان طروادة"، الحكومة البريطانية بأنها تسترت على ما حدث، وأن طائرة الركاب هبطت رغم العلم بأن الغزو قد بدأ.
وفي سياق حديثه عن المعاناة المتواصلة التي مر بها من كانوا رهائن في العراق في تلك الأحداث، لفت إلى أن أثقلها حصل لركاب رحلة الخطوط الجوية البريطانية 149، والتي كان من المقرر أن تهبط لفترة وجيزة في الكويت للتزود بالوقود في طريقها إلى كوالالمبور في 2 أغسطس. وعلى الرغم من كل الأسباب ومن أن الغزو بدأ، استمرت في القيام بذلك.
وأشار الصحفي إلى أن تقارير إخبارية في الأول من أغسطس 1990، كانت تحدثت عن حشود القوات العراقية على الحدود مع الكويت، فيما كان الركاب ينتظرون الصعود على متن الرحلة رقم 149 المتأخرة، لكن أولئك القلقين من طاقم الرحلة المكون من 18 فردا، و367 راكبا جرت طمأنتهم بأنه سيتم إعادة توجيه الطائرة إذا ظهرت مشاكل أثناء الرحلة، إلا أن ذلك لم يحدث.
ورأى هذا الصحفي الاستقصائي الذي وصف بأنه يجمع الأدلة المتعلقة بهذه الرحلة الجوية منذ ثلاثة عقود، أن الركاب الآخرين كانوا بمثابة خسائر جانبية، وأنه جرى الركاب على متن الرحلة 149، لم تقل لهم الحقيقة عن سبب هبوطهم هناك، وهي الطائرة الوحيدة التي هبطت في تلك الليلة، فيما عادت البقية أدراجها.
وذكر أن أولئك الركاب اعتقلوا من قبل العراقيين وجرى احتجازهم مع رهائن آخرين، وان الكثيرين منهم لم يحصلوا على تفسير بتاتا، أو اعتراف كاف بمعاناتهم من قبل الحكومة البريطانية.
وكانت مارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية في ذلك الوقت قد أصرت على أن "رحلة الخطوط الجوية البريطانية هبطت، ونزل ركابها، وسلم الطاقم إلى الطاقم التالي، وعاد الطاقم إلى فندقه. كل هذا حدث قبل الغزو. كان الغزو في وقت لاحق ".
ويزعم الصحفي ستيفن ديفيس أنه اطلع على ملفات لوكالة الاستخبارات المركزية رفعت عنها السرية، تحدثت عن تحذيرات رسمية عن الغزو في واشنطن ولندن قبل يومين من إقلاع الطائرة. وأن تحذيرا رسميا بالغزو صدر قبل ثماني ساعات من إقلاع الطائرة.
وأشير إلى أن مراقبي الملاحة الجوية الكويتيين اتصلوا بجميع الطائرات الموجودة على الرادار وأبلغوها بما يجري، وطالبوا منها أن تستدير وتعود "لكن 149 واصلت طريقها وهبطت".
وتساءل الصحفي: "فلماذا تعرض ركابها وطاقمها لمثل هذا الخطر الجسيم؟"، مضيفا إنه أبلغ بأن "الطائرة حين هبطت في الساعة 4.13 صباحا، وصف شهود عيان أن تسعة رجال أُخرجوا أولا وبسرعة، واستقبلهم ضابط بريطاني".
ويوضح ديفيس أن مصادر موثوقة أكدت له أن أفراد الاستخبارات السرية التسعة كانوا جزءا من مهمة سرية، وهي جزء من هيئة سرية يديرها جهاز الاستخبارات البريطانية "مي 6"، بهدف جمع المعلومات الاستخبارية على الأرض في الكويت، وكان يجب أن يدخلوا الكويت قبل الغزو وأن "تختفي الطائرة قبل أن يصل العراقيون بوقت طويل".
وأوضح متحدثا عن رجال الاستخبارات البريطانية "كانوا فخورين بما فعلوا، ويعتقدون أن المعلومات الاستخباراتية التي أرسلوها أنقذت الأرواح، ولا يقدمون أي اعتذار عن ذلك"، إلا أنهم "يشعرون بالذنب الشديد حيال ما حدث للركاب".
وقيل إن العراقيين نقلوا الطاقم والركاب إلى الفنادق، وبعد ذلك تم نشرهم على معسكرات ومبان في حوالي 70 موقعا في جميع أرجاء الكويت والعراق "في مواقع كيميائية ونووية وعسكرية كان صدام يخشى أن يتم استهدافها"