اعتبر الممثل السامي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، أن ما وقع في أفغانستان الشهر الماضي في ضوء استيلاء حركة طالبان المسلحة على الحكم هو مأساة حقيقية للشعب الأفغاني، ونكسة للغرب بشكل قد يغير من واقع العلاقات الدولية.
وقال بوريل -في كلمته أمام جلسة عقدها البرلمان الأوروبي قبل قليل اليوم الثلاثاء- إن العالم شهد انهيار الجيش الأفغاني والحكومة واستيلاء طالبان على السلطة في أقل من 10 أيام، ومنذ ذلك الحين، أعلنت طالبان حكومتها المؤقتة، وهي ليست شاملة ولا تمثيلية وتضم أشخاصًا مدرجين على قائمة عقوبات الأمم المتحدة. لذا، فنحن نعلم ما يمكن أن نتوقعه منهم.
وأضاف 'انصب تركيزنا الأساسي على عمليات الإجلاء، ورغم أن جهود الاتحاد الأوروبي لتوفير الحماية لأكثر الأفغان احتياجاً كانت مهمة، لكنها كانت غير كافية ويجب أن تستمر. الأزمة الأفغانية لم تنته بعد. ونحن ناقشنا هذا الأمر في اجتماع وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي، الذي كلفني وزملائي في خدمة العمل الخارجي الأوروبي بمحاولة تنسيق الجهود من أجل إجلاء بعض مواطني الاتحاد الأوروبي وأعضاء طاقمنا السابقين الذين لا يزالون هناك والعديد من الأفغان الآخرين الذين انخرطوا في بناء نظام ديمقراطي وتحرير أفغانستان حسب قيمنا وبدعم منا. والآن علينا أن نمنحهم أكبر قدر ممكن من الحماية'.
وتابع بوريل: 'علينا أيضًا أن ننظر بنقد ذاتي للدروس التي يمكننا تعلمها في أمور بناء الدولة في أماكن أخرى من العالم، لأن ما حدث في أفغانستان يجب أن يعلمنا الكثير عن ممارسة بناء الدول، وأيضا اعادة تقييم علاقاتنا مع الولايات المتحدة؟ وماذا يعني ذلك لتطوير الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي، لأمننا وسياستنا الدفاعية؟! أما بالنسبة لأفغانستان نفسها، فأنا اعتقد أنه ينتظرنا وضع إنساني مأساوي؛ بدأ بالفعل بالتزامن مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبدء انهيار النظام المالي'.
وأشار بوريل إلى أنه بالرغم من قرار المفوضية الأوروبية بمضاعفة مساعدتنا لأكثر من أربعة أضعاف لأفغانستان، من 50 يورو إلى 200 مليون يورو، إلا أن هذا الأمر لا يزال بمثابة قطرة ماء في محيط كبيرة، حسبما أكد مفوض إدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي يانيز لينارتشيتش، في اجتماعه بالأمس مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس. مؤكداً، أخيرا، بأنه من أجل إحداث تغييراً في المشهد داخل أفغانستان، سيتعين على الاتحاد الأوروبي التعامل مع طالبان، لا المشاركة معها أو الانخراط، ولكن من أجل إجراء مناقشات تعود بالنفع في النهاية على الشعب الأفغاني.