لوحت روسيا بالانتقام لطرد عدد من الدول الغربية لدبلوماسييها، على خلفية العملية العسكرية التي أطلقتها منذ فبراير الماضي على الأراضي الأوكرانية.
ورأى نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو اليوم الثلاثاء أن "الطرد الجماعي للدبلوماسيين الروس من الدول الأوروبية حملة مخطط لها مسبقًا"، مشددًا على أن هذا الأمر "يعد ضربة للعلاقات الثنائية ويتم عمدًا".
كما لفت إلى أن "عواقب الطرد ستظل لفترة طويلة قادمة وستعمل على كسر العلاقات لا بنائها"، مضيفًا أن "موسكو لا تقطع العلاقات الدبلوماسية مع أي شخص، لكن السياسة غير الودية للغرب لا حدود لها"، وفق تعبيره.
رد بنفس القوة
بدوره، أعلن الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن بالبلاد ديمتري ميدفيديف، أن موسكو سيكون لها رد بنفس القوة على طرد دبلوماسييها من عدد من الدول الغربية.
وقال ميدفيديف، في تدوينة على قناته على تليغرام في وقت متأخر ليل أمس الإثنين، إن " الرد سيكون بنفس القوة ومدمرًا للعلاقات الثنائية"، حسب رويترز.
كما حذر من أنه "إذا استمر هذا التصرف، فيجب إغلاق الباب بقوة أمام السفارات الغربية".
وأتى ذلك، بالتزامن مع إعلان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو اليوم الثلاثاء أن بلاده طردت 30 دبلوماسيًا روسيًا بسبب مخاوف أمنية.
بدوره، أعلن وزير الخارجية الدنماركي، أن بلاده ستطرد 15 دبلوماسيًا روسيا بتهمة التجسس.
وقال ييبي كوفود للصحافة: "أثبتنا أن عملاء الاستخبارات الخمسة عشر المطرودين قاموا بأنشطة تجسس على الأراضي الدنماركية"، مؤكداً العزم على "إرسال إشارة واضحة إلى روسيا مفادها أن التجسس على الأراضي الدنماركية غير مقبول".
ومن جهته أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن بلاده ستطرد حوالي 25 من الدبلوماسيين الروس وموظفي سفارة روسيا من مدريد.
وقال عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء: "قررنا طرد الدبلوماسيين والموظفين الروس من السفارة الروسية في إسبانيا الذين يمثلون تهديدًا لمصالح وأمن بلادنا"، وذلك دون أن يستبعد اتخاذ مزيد من الإجراءات. في حين أوضح مصدر أن السفير الروسي لم يكن من بين الدبلوماسيين الذين سيتم طردهم.
نهج أوروبي صارم
كذلك أعلنت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي أن بلادها ستطرد 3 من دبلوماسيي روسيا، معتبرة أن "عملهم لا يتوافق مع القواعد الدولية".
إلى ذلك، يتوقع أن تطرد فرنسا 35 دبلوماسيًا روسيًا "تتعارض نشاطاتهم مع مصالحها" وفق ما أفاد مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية، موضحًا أن هذه الخطوة تأتي في سياق نهج أوروبي صارم تجاه الروس.
اصطفاف إلى جانب كييف
يذكر أن كلاً من فرنسا وألمانيا أعلنتا أمس الاثنين عمليات طرد جماعي لدبلوماسيين روس من بلديهما، وقالت ألمانيا إنها قررت طرد "عدد كبير" من الدبلوماسيين الروس المعتمدين في برلين على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا، على ما أوردت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، فيما أفادت معلومات لفرانس برس، أن عددهم بلغ 40.
كما أعلنت ليتوانيا أمس الإثنين، أيضًا طرد السفير الروسي في فيلنيوس على خلفية العملية العسكرية الروسية.
وكانت الدول الغربية اصطفت بقوة إلى جانب كييف منذ انطلاق تلك العملية الروسية في 24 فبراير الفائت، فارضة آلاف العقوبات التي طالت مختلف القطاعات، فضلاً عن سياسيين على رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرغي لافروف، وغيرهما كثر، بالإضافة إلى أثرياء روس مقربين من الكرملين.