تحت عنوان "انتخابات عالية المخاطر"، قالت صحيفة "الإندبندنت"، في تقرير لها، يتوجه الناخبون الفرنسيون ، الأحد، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في مواجهة اختيار صارخ بين مرشحين لهما رؤى مختلفة للغاية للبلاد وأوروبا والعالم، وفي انتخابات ذات تداعيات واسعة.
وحسب الصحيفة، تشهد الجولة الثانية من التصويت على الرئاسة الفرنسية مواجهة شرسة بين الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، ضد منافسته اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، وهي نفس المواجهة التي جرت قبل خمس سنوات.
وذكرت أنه ”في ذلك الوقت، كان ماكرون شابًا مغرورًا متحديًا الاحتكار الثنائي لأحزاب يمين الوسط ويسار الوسط السياسية التي هيمنت على السياسة الفرنسية لعقد من الزمان، لكن ماكرون الآن هو المرشح القوي نسبياً الذي يواجه لوبان التي وصفته بأنه نخبوي بعيد المنال بالنسبة للناخبين الغاضبين بشكل متزايد.“
وأضافت أن معظم ناخبي ماكرون يمثلون الأثرياء والنزهاء من سكان المدن المتحضرة، بينما يكون مؤيدو لوبان أكثر فقرًا وريفيين ومحافظين. وستتوقف نتيجة الانتخابات إلى حد كبير على الإقبال خلال ما يُتوقع أن يكون يومًا ممطرًا جزئيًا يصادف العطلات الدراسية الفرنسية التي ستشهد سفر بعض العائلات.“
وتابعت أنه ”في الجولة الأولى، صوت ما يقرب من ربع الناخبين لمرشحي اليسار المتطرف، ولا سيما جان لوك ميلينشون، وسواء حضروا للتصويت لماكرون، أو البقاء في المنزل، أو الإدلاء بأصوات احتجاجية للوبان، سيكون أمرًا حاسمًا.“
وأردفت أنه ”بينما يمكن أن تستفيد لوبان من استياء الناخبين من القضايا الاقتصادية والاجتماعية، فقد تراجعت أمام ماكرون في الأسابيع التي تلت الجولة الأولى حيث خضع جدول أعمالها للتدقيق. وتتضمن منصتها تقويض قواعد الاتحاد الأوروبي، والتمييز ضد المسلمين والمهاجرين، والتعامل مع الكرملين.“
من جانبها، ذكرت (بي. بي. سي) عبر موقعها الإلكتروني أنه بعد حملة انتخابية مثيرة للانقسام، تقرر فرنسا اليوم ما إذا كانت ستمنح ماكرون الوسطي خمس سنوات أخرى أو ستحل محله لوبان، أول رئيس يميني متطرف في البلاد.
وأضافت الهيئة أن لوبان تواجه معركة شاقة، حيث منحت استطلاعات الرأي خصمها البالغ من العمر 44 عامًا تقدمًا محتملًا بفارق 10 نقاط، مشيرة إلى أنه من أجل الفوز، يحتاج كلاهما إلى جذب الناخبين الذين دعموا المرشحين الآخرين في الجولة الأولى.
ونوهت إلى أن ”هاتين شخصيتين مستقطبتين في فرنسا، ولا توجد أصوات مضمونة. يصف المنتقدون ماكرون بأنه متعجرف ورئيس للأثرياء، في حين أن الزعيمة اليمينية المتطرفة متهمة بإقامة علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي.“
وأشارت إلى أن ”ماكرون وصل إلى السلطة بوعد عاصف بالتغيير لكن الكثيرين يشكون من أنهم لم يروه بعد، حيث تعرضت رئاسته للهجوم من قبل الاحتجاجات ووباء كورونا، والآن ارتفاع الأسعار. في غضون ذلك، تعلمت لوبان من الأخطاء التي ارتكبتها عندما تعرضت للضرب المدوي من نفس الخصم في الجولة الثانية في 2017.“
ورأت ”بي. بي. سي“ أن المجهول الأكبر في هذه الانتخابات هو عدد الناخبين الذين سيرفضون دعم أي من المرشحين، سواء بالإدلاء بورقة اقتراع فارغة أو عدم المشاركة على الإطلاق، وأن معظم فرنسا في عطلة وقد يكون الإقبال منخفضًا.