ليسيتشانسك الأوكرانية.. ما هي أهميتها الاستراتيجية لروسيا؟

روسيا وزارة الدفاع.jpg
روسيا وزارة الدفاع.jpg
كتب : وكالات

تشن القوات الروسية هجمات متواصلة على مدينة "ليسيتشانسك" في إقليم دونباس، بينما تجري معارك ضارية على الأرض في محاولة للسيطرة على الطريق الوحيد الذي يربط أوكرانيا بشرقها المحاصر وتعزيز نفوذها على البحر الأسود.

وتشكل المدينة الجزء الشرقي من جيب يسيطر عليه الأوكرانيون، وتحاول روسيا تجاوزه منذ منتصف أبريل الماضي بعد أن فشلت في السيطرة على كييف.

ويتقدم الروس عبر ثلاثة اتجاهات نحو ليسيتشانسك، أحدها من "سيفيرودونيتسك"، وهي بلدة لا يفصلها عن ليسيتشانسك سوى نهر سيفرسكي دونيتس، ويبذل الأوكرانيون جهودا كبيرة في المعركة لمنع القوات الروسية من عبوره.

وقال حاكم منطقة لوغانسك، سيرهي غايداي، إن روسيا تحاول تدمير مدينة سيفيرودونيتسك في ظل القتال الدائر في ضواحي المدينة، وهي من أكبر مدن إقليم لوغانسك، مضيفا، في مقطع مصور على "تلغرام": "القصف مستمر من الصباح حتى المساء وطوال الليل أيضا في محاولة للوصول إلى ليسيتشانسك".

كما دعا الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، القوات الأوكرانية في مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك إلى إلقاء السلاح، قائلا عبر حسابه على "تلغرام": "أرجو جميع من يقاومون في سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وفي محيط هاتين المدينتين، أن يعيدوا حساباتهم ويلقوا سلاحهم قبل أن يتم حشرهم في الزاوية، والقضاء عليهم أو جرحهم، فمن خلال التخلي عن استمرار القتال، سيؤكد هؤلاء الأشخاص أن أوكرانيا وروسيا يجب أن تعيشا بسلام".

وتعيش المدينتان أوضاعا مأساوية، إذ لا يوجد في أي منهما غاز أو كهرباء، ويقضي ما بين 20 و100 ألف شخص من السكان معظم وقتهم في الاختباء تحت الأرض.

ومنذ انسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة كييف، مطلع أبريل الماضي، اتجهت الجهود الروسية نحو الشرق والجنوب، وتسيطر موسكو وقوات الانفصاليين الموالين لها على معظم مناطق إقليم دونيتسك، وتسعى إلى استكمال السيطرة على أراضي دونيتسك ولوغانسك اللتين أعلن فيهما الانفصاليون "جمهوريتين" في عام 2014، واعترفت بهما موسكو قبل أيام من بدء عملياتها العسكرية بأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

وحول أهمية ليسيتشانسك، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني، إن هذه المنطقة كانت في السابق مركزا لتصنيع الفحم والمواد الكيميائية، وتعد بمثابة الجيب الأخير للمقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك.

وأضاف رادسيوسيني، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه بدون دعم غربي سريع وأسلحة ثقيلة ستسقط المدينتان في يد روسيا، ومن ثم استكمال هدفها الأول بفصل الشرق، لافتا إلى أن القوات الروسية تفوق نظيرتها الأوكرانية عددا وعتادا، لكن ما يؤخر المهمة هو وعورة الطرق في هذه المنطقة التي "تحاول روسيا تدميرها ودكها عبر قصف متواصل".

وأوضح أنه "رغم الحديث عن تفوق عسكري روسي على الأرض، حيث باتت موسكو تسيطر على نحو 90 في المئة من لوغانسك، ترفض كييف أي اتفاق لوقف إطلاق نار يتضمن أي تنازلات، ما يعني تأزم الأوضاع".

وأكد أن "الخطوة التي يسعى إليها الرئيس الروسي هي إلحاق دونباس بروسيا تماما، كما فعل مع شبه جزيرة القرم بعد السيطرة على خيرسون وماريوبول والسيطرة على أكثر من 80 في المئة من الساحل الأوكراني على البحر الأسود".

ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن روديون ميروشنيك الذي وصفته بسفير جمهورية لوغانسك الشعبية في روسيا، أنه تم تطويق نحو 3 آلاف عسكري أوكراني بالقرب من مدينة ليسيتشانسك.

وبيّن أنه: "على الطرق المؤدية إلى ليسيتشانسك، تمت محاصرة القوات الأوكرانية بين بلدتي غورسكويه وزولوتويه"، لافتا إلى أنه "يوجد أمام هؤلاء المحاصرين خياران فقط لا ثالث لهما، إما الاستسلام وإلقاء أسلحتهم والبقاء على قيد الحياة، أو الاستمرار في المقاومة والهلاك".

بدوره، قال ليونيد سولتسكي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما البرلمان الروسي وعضو لجنة المفاوضات الروسية مع أوكرانيا، إن إقليم دونباس سيشهد أحداثا مهمة في الأشهر القليلة المقبلة، وفق تعبيره.

وأشار سولتسكي خلال زيارته لإقليم دونيتسك، إلى أن "سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين سيعبّرون عن قرارهم كما حدث سابقا في القرم وسيفاستوبول، وكما يرغبون بالعيش في المستقبل".

وهو ما أكده وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمام مسؤولي وقيادات الجيش الروسي، بأن "وحدات القوات المسلحة الروسية مع فرق الميليشيا الشعبية في جمهوريات لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، تواصل بسط السيطرة على أراضي دونباس. تحرير جمهورية لوغانسك الشعبية بات شبه منجز".

ويستمر الغرب في دعم كييف بالأموال والعتاد العسكري موازاة مع عقوبات مشددة على موسكو في محاولة لثنيها عن استكمال الحرب.

WhatsApp
Telegram
عاجل
عاجل
مجلس الأمن يصوت على مشروع وقف فوري لإطلاق النار في السودان