لماذا ترفع البنوك المركزية أسعار الفائدة وتخاطر بنمو الاقتصاد لكبح التضخم؟

البنك المركزي
البنك المركزي
كتب : وكالات

بعد قرار الفيدرالي الأميركي، مساء أمس الأربعاء، رفع أسعار الفائدة بأكبر زيادة منذ 28 عاما، وبالتحديد في 1994، وقيام بنوك مركزية أخرى بخطوة مماثلة؛ يتساءل البعض عن الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار، خاصة أنها تخاطر بنمو الاقتصاد.

ويؤدي رفع الفوائد تلقائياً إلى تباطؤ الاقتصادات، وحتى دخولها في ركود، خاصة أن هذه الاقتصادات شهدت نمواً متواصلاً بعد رفع إغلاقات كورونا قبل أشهر قليلة، ما أطلق العنان لمكاسب البورصات، حيث غطى اللون الأخضر شاشات التداول.

ورغم ذلك؛ لم تلبث البنوك المركزية حتى تدخلت وبدأت رفع الفوائد، وهو ما أدى إلى التراجعات الحادة التي تشهدها أسواق المال مؤخرا وإحجام المستثمرين عن ضخ المزيد من الأموال، فلماذا تتخذ البنوك المركزية مثل هذه الإجراءات الصادمة؟

في الواقع، التضخم سيء جداً للاقتصاد لعوامل كثيرة، أولها أنه سيئ للاستثمارات، كونه يخفض قيمة العوائد عليها، فمثلاً قد يكون الشخص سعيدا وقت ارتفاع البورصات بعوائد استثماراته فيها، لكن في الواقع، قيمة هذه العوائد تتضاءل عندما يزيد التضخم، لأن قوتها الشرائية تتضاءل. وهناك مقولة في أميركا أن "التضخم يعني أن الكثير من الدولارات تشتري القليل من السلع".

الأمر الثاني هو أن التضخم سيء للمدخرات، فإذا كان الشخص يدخر 10 آلاف دولار بفائدة 2%، قبل التضخم، أي عائد 200 دولار سنوياً ،وإذا ارتفع التضخم بنسبة 3%، ستتراجع القدرة الشرائية لمدخراته بـ100 دولار كأنما حصل على عائد سلبي بنحو 1%، عند تعديله وفقًا للتضخم.

يقول غريغ ماكبرايد كبير المحللين الماليين في Bankrate "كلما رفع الفيدرالي الفائدة كلما هبت رياح معاكسة على الاقتصاد وهذا سيزيد من مخاطر التباطؤ الحاد أو ركود قوي الحقيقة، كون التضخم عند أعلى المستويات منذ 40 عاماً والفائدة عند أقل مستوياتها تاريخياً، وقد يكون الركود هو ثمن لابد من دفعه في سبيل السيطرة على التضخم".

الأمر الثالث أيضا هو تراجع الاستثمارات، خاصة عندما يرتفع التضخم لمستويات قياسية كما يحصل الآن، فعندما تصبح العوائد أقل، تحجم الشركات عن الاستثمار والإنفاق، وبالتالي يبدأ الاقتصاد في التراجع، وتتضاءل الفرص، لذا ترى البنوك المركزية أنه من الأفضل أن تتحرك وتتحكم بالاقتصاد قبل فوات الأوان.

وفيما يتعلق بالتأثير على الأفراد فإن التضخم يعتبر أمرا سيئا لأولئك الذين يعيشون على دخل ثابت مثل الرواتب، لأنه عندما يصبح كل شيء أغلى، فعلياً تصبح القدرة الشرائية للأموال أقل.

WhatsApp
Telegram