قبل شهر من الانتخابات النصفية الأمريكية، بات المشهد عبارة عن زجاج يتناثر كشظايا قاتلة ودوي صراخ يبعث برسائل تهديد ووعيد لا تنضب وسلاح يظهر بلا عناء بين ثنايا الملابس وفي الأيادي.
مشهد على صفيح تحديات جمة يفرض نفسه قبل شهر من الانتخابات النصفية الأمريكية ووسط حالة من الهلع تنتاب المشرعين والمسؤولين الانتخابيين من تجدد أعمال العنف.
إحداثيات متقلبة لا تستبعد وقوع عنف قد يصل حد تصفية سيناتور أو نائب. كما سبق أن حذرت السيناتورة الجمهورية سوزان كولينز في تصريحات إعلامية أدلت بها قبل أسبوع لإعلام محلي.
كولينز التي تعرضت لحادثة مرعبة مؤخرا حين حطم مجهولون نافذة منزلها في ولاية مين، تحدثت عما خبرته من رعب حينها قائلة: "ما كان في الأصل مجرد مكالمات هاتفية عدائية يترجم الآن إلى تهديدات وعنف حقيقي".
ولا تعتبر السيناتورة الوحيدة التي تعرضت لمثل هذه الحوادث المرعبة، بل عانى من الضغوط نفسها آدم كينزينغر، عضو مجلس النواب الأمريكي المناهض للرئيس السابق دونالد ترامب، حيث تلقى تهديدات باستهدافه.
ونشر النائب الأمريكي مقتطفات صوتية من التهديدات التي تلقاها، وقال معلقا على ذلك، إن "التهديدات بارتكاب أعمال عنف ضد الطبقة السياسية تفاقمت بشكل حاد في السنوات الأخيرة".
ويسمع في رسائل تهديد نشرها "نحن نعلم مكان عائلتك وسنلاحقك أيها ...الصغير ... سنقبض على زوجتك وأطفالك".
وبعد أيام فقط على الحادثة، تعرضت التقدمية المنتخبة براميلا جايابال لموقف مشابه عندما وقف رجل أمام منزلها عدة مرات مطلقا الشتائم وهو يحمل مسدسًا على خصره.
واضطرت النائبة الجمهورية ليز تشيني، التي تبرأ منها حزبها لانضمامها إلى لجنة برلمانية تحقق مع دونالد ترامب، إلى التخلي عن تنظيم أي تجمع انتخابي كبير في ولايتها وايومنغ، بسبب تلقيها تهديدات بالقتل.
نقص محتمل
من تداعيات ارتفاع نسبة التهديدات تخشى السلطات الأمريكية حدوث نقص في منظمي الانتخابات خلال الانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، وهو ما أكدته تحذيرات متواترة لمسؤولين بينهم كيم وإيمان، رئيس أمن الانتخابات في وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية.
لا تعتبر أعمال العنف ضد المسؤولين الأمريكيين المنتخبين جديدة. ففي يناير 2011، كادت الديمقراطية غابي غيفوردز أن تلقى حتفها جراء إصابتها برصاصة في الرأس من مسافة قريبة خلال اجتماع مع مواطنين في توكسون.
في غضون ذلك، يعتبر خبراء أن وصول الرئيس السابق دونالد ترامب شكل العامل الذي فاقم هذه التهديدات التي تضاعفت منذ تنصيب الملياردير الجمهوري، وارتفعت من 3939 تهديدًا في عام 2017 إلى 9625 تهديدًا في عام 2021.
طرح أكده خبير أمني لإحدى القنوات الأمريكية ، مفضلا عدم الكشف عن هويته، بالقول: "أعتقد أننا سنستمر في رؤية زيادة التهديدات ضد المسؤولين المنتخبين على جميع المستويات، وكذلك ضد مسؤولي الانتخابات أنفسهم".