اعلان

يضم سجناء سياسيين ومزدوجي الجنسية.. حريق وإطلاق نار في سجن بطهران

تظاهرات طهران
تظاهرات طهران
كتب : وكالات

اندلع حريق، السبت، في سجن إيفين بطهران حيث يُحتجز العديد من المعتقلين السياسيين ومزدوجي الجنسية في إيران، وأفاد شهود بأنهم سمعوا إطلاق نار.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) إن ثمانية أشخاص أصيبوا في الاضطرابات التي نشبت في السجن في أعقاب احتجاجات اندلعت في جميع أنحاء إيران على مدى الشهر الماضي بسبب وفاة مهسا أميني، وهي امرأة إيرانية كردية تبلغ من العمر 22 عاما.

وتشكل الاحتجاجات أحد أخطر التحديات التي تواجه الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979، إذ تفجرت المظاهرات في جميع أنحاء البلاد وهتف البعض "الموت" للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وقالت السلطة القضائية في إيران، في بيان، إن النيران أضرمت في ورشة في السجن "بعد مشاجرة بين عدد من السجناء المدانين بجرائم

مالية والسرقة".

وقالت إدارة الإطفاء في طهران لوسائل إعلام رسمية إن سبب الحادث قيد التحقيق.

والسجن الواقع على سفوح تلال على الطرف الشمالي للعاصمة الإيرانية يضم مدانين جنائيين ومعتقلين سياسيين.

وقال شاهد: "جميع الطرق المؤدية إلى سجن إيفين أُغلقت أمام حركة المرور. هناك الكثير من سيارات الإسعاف هنا. وما زلنا نسمع دوي طلقات نارية".

وذكر شاهد آخر، أن عائلات السجناء تجمعوا أمام المدخل الرئيسي للسجن، مضيفا "أستطيع أن أرى نارا ودخانا، وكذلك الكثير من القوات الخاصة".

وقال مسؤول أمني، إن الهدوء عاد إلى السجن، لكن الشاهد الأول قال إن صفارات سيارات الإسعاف ما زالت تدوي في المكان كما ما زالت أعمدة الدخان تتصاعد فوق السجن، ومضى الشاهد قائلا "الناس في المباني المجاورة يهتفون من نوافذهم ‭‭"‬‬الموت لخامنئي‭‭".

ويضم السجن في الغالب محتجزين يواجهون تهما أمنية، ومنهم إيرانيون مزدوجو الجنسية. ولطالما انتقدت جماعات حقوقية غربية السجن كما أدرجته الحكومة الأمريكية على قائمة سوداء في عام 2018

بسبب ما يشهده من "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".

وكان سيامك نمازي، وهو أمريكي إيراني مسجون في إيران منذ ما يقرب من سبع سنوات بتهم تتعلق بالتجسس، قد عاد إلى إيفين يوم الأربعاء بعد أن سُمح له بالخروج لفترة وجيزة، حسبما قال محاميه.

ومن بين المواطنين الأمريكيين الآخرين المحتجزين في إيفين خبير البيئة مراد طهباز، الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضا، ورجل الأعمال عماد شرقي، وذلك وفقا للمحامي الحقوقي سعيد دهقان.

وأضاف دهقان، أن العديد من مزدوجي الجنسية الآخرين محتجزون في إيفين، ومن بينهم الأكاديمية الفرنسية الإيرانية فريبا عادلخاه والإيراني السويدي أحمد رضا جلالي، وهو طبيب وباحث في طب الكوارث.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش سلطات السجن باستخدام التهديد بالتعذيب والسجن إلى أجل غير مسمى لإخضاع النزلاء وكذلك إجراء استجوابات طويلة معهم وحرمانهم من الرعاية الطبية.

وقال مسؤول، لم يُكشف عن اسمه لوكالة تسنيم للأنباء "لم يشارك أي سجين (سياسي) أمني في المشاجرة التي نشبت اليوم بين السجناء، وأساسا عنبر السجناء الأمنيين منفصل وبعيد عن عنابر اللصوص والمدانين بجرائم مالية".

احتجاجات فجرتها وفاة أميني

حدثت الاضطرابات في سجن إيفين وسط احتجاجات مستمرة منذ قرابة شهر في جميع أنحاء إيران فجرتها وفاة أميني، وهي شابة تبلغ من العمر 22 عاما من الأقلية الكردية في إيران، في 16 سبتمبر

في أثناء احتجازها لارتداء "ملابس غير لائقة".

ورغم أنه لا يبدو أن الاضطرابات تقترب من الإطاحة بالنظام فإن الاحتجاجات اتسعت لتشتمل على إضرابات نتج عنها إغلاق متاجر وشركات كما لامست الاحتجاجات قطاع الطاقة الحيوي وأوحت بأنشطة معارضة

جسورة ضد الحكم الديني لإيران.

وهتف المتظاهرون في شتى أنحاء إيران، السبت، في الشوارع والجامعات ضد الزعماء الدينيين للبلاد.

ويزعم مقطع مصور نشرته المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان ومقرها النرويج أنه يصور احتجاجات في مدينة مشهد في شمال شرق إيران وهي ثاني أكبر المدن من حيث عدد السكان في إيران ويهتف المتظاهرون "يا

رجال الدين اغربوا عن وجوهنا".

كما أطلق سائقو السيارات العنان لأبواق سياراتهم، وأظهرت مقاطع مصورة أخرى نشرتها المنظمة إضرابا نظمه أصحاب المتاجر في مدينة سقز الكردية مسقط رأس أميني في شمال غرب إيران

بينما تهتف طالبات المدارس الثانوية في شوارع مدينة سنندج عاصمة إقليم كردستان "المرأة، الحياة، الحرية".

ولم يتسن لرويترز التحقق من المقاطع المصورة على نحو مستقل، وفي كثير من الأحيان قُطعت خدمات الهاتف والإنترنت في إيران خلال الشهر الماضي.

وأفادت منظمة نتبلوكس لمراقبة الإنترنت بحدوث "تعطل كبير جديد" قبل فترة وجيزة من بدء الاحتجاجات السبت.

وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، السبت، إن 233 شخصا قتلوا في الاضطرابات، بينهم 32 قاصرا و26 من قوات الأمن، وأضافت في منشور على الإنترنت أن أكثر من سبعة آلاف اعتقلوا في

احتجاجات في 112 مدينة وبلدة ونحو 70 جامعة.

وكان من بين القتلى فتيات أصبح موتهن دافعا جديدا لتفجر مزيد من المظاهرات المطالبة بإسقاط الجمهورية الإسلامية.

ودعا نشطاء اليوم السبت إلى تنظيم مظاهرات في مدينة أردبيل بشمال غرب البلاد احتجاجا على مقتل أسرا بناهي، وهي فتاة من الأقلية الأذرية يقول نشطاء إنها تعرضت للضرب حتى الموت على أيدي

قوات الأمن.

ونفى مسؤولون هذا الزعم ونقلت وكالات أنباء مقربة من الحرس الثوري عن أحد أقاربها قوله إن بناهي الطالبة بالمرحلة الثانوية توفيت متأثرة بأزمة قلبية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً