في جلسة عاصفة؛ سادت الفوضى البرلمان الإيراني، في أثناء استجواب وزير بحكومة إبراهيم رئيسي، وسخر رئيس السلطة التشريعية من نائب وصفه بالحامل.
البرلمان الإيراني، وفي جلسته اليوم الثلاثاء، المخصصة لاستجواب وزير الصناعة والتجارة والمناجم رضا فاطمي أمين، شهد حالة من الفوضى والصياح بين النواب ورئيس الهيئة التشريعية محمد باقر قاليباف، الذي أجل هذه الجلسة عدة أشهر لعرقلة مساءلة الوزير المهدد بالإقالة.
وجاء هذا الاستجواب على خلفية الزيادة الكبيرة في أسعار السيارات في إيران، خلال الفترة الأخيرة، مع غياب إجراءات الوزارة للسيطرة على الأوضاع ومنع استيراد السيارات من الخارج؛ ما فتح للشركات التي تملكها الحكومة باب السيطرة على السوق.
وجرى عقد الجلسة بحضور 274 نائباً من أصل 290، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء البرلمان الإيراني "خانه ملت"
وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، إن بعض النواب اتهموا الوزير فاطمي أمين بالفساد، عبر دفع أقاربه إلى الوزارة، وباقي الشركات التابعة لها، مشيرة إلى أن الجلسة شهدت حالة من الشد والجذب والصياح بين النواب المعارضين ورئيس البرلمان، لبقاء الوزير في المنصب.
وكشف عضو البرلمان هاجر شناراني، خلال مداخلته، عن وجود ضغوط مورست الليلة الماضية على النواب بهدف منع إقالة الوزير فاطمي أمين، وهو ما قوبل باحتجاجات صاخبة من قبل النواب، إلى أن دعا محمد باقر قاليباف النواب إلى الصمت والتهدئة.
سخرية لاذعة: "هل أنت حامل؟"
واشتدت الجلسة سخونة حين وقف النائب ناصر موسوي لاريجاني، الذي يؤيد إقالة وزير الصناعة والتجارة، وقال: "جئنا لإقالته بسبب فشله، لكني أحتج على حالة الفوضى في جلسة اليوم".
وردًا على هذا الاحتجاج، طلب قاليباف من النواب الجلوس في مقاعدهم، بينما سخر بفظاظة من أحد النواب، حين خاطبه قائلا: "أنت حامل؟.. لم تجلس على مقعدك منذ بداية الوقت، اجلس على مقعدك لبضع دقائق".
رئيسي يغيب عن الجلسة
وحين تساءل النواب عن غياب إبراهيم رئيسي، برر قاليباف ذلك بانشغال الرئيس في استقبال رئيس وزراء أرمينيا؛ الذي وصل إلى طهران اليوم الثلاثاء.
وفي نهاية الجلسة، طلب رئيس البرلمان الإيراني من أعضاء البرلمان تجديد الثقة بوزير الصناعة والتجارة، رضا فاطمي أمين؛ وصوت 182 نائباً لبقائه في منصبه، فيما عارض ذلك 84 نائباً، وامتنع 8 نواب عن التصويت، وقابل نواب التيار المتشدد تجديد الثقة للوزير بالتصفيق.
وبعد التصويت، طلب النائب رضا كوجي مداخلة، قال فيها إنه "من الظلم لوزارة الصناعة والتجارة أن نجعل جميع مهام هذه الوزارة مقصورة على السيارات، بل يجب زيادة جودة السيارة وخفض سعرها".
وطالب النائب كوجي بتوحيد أسعار السيارات وخفضها، ووضعها على جدول أعمال فاطمي أمين، فيما علق قاليباف، بالقول: "على الوزير فاطمي أمين استغلال الثقة المتجددة في مجلس النواب للوفاء بوعوده... يجب ألا يواجه الناس مشاكل في توفير سلعهم غير الأساسية".
ويشكو الإيرانيون من زيادة كبيرة في أسعار السيارات مع غياب جودتها، فيما تتزايد حوادث السير في البلاد بشكل غير مسبوق.
ويأتي ذلك في ظل تواصل الاحتجاجات التي تضرب البلاد منذ مقتل الفتاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق قبل نو أكثر من شهر ونصف.