قال القائم بأعمال وزير التعليم في الحكومة التي شكلتها حركة 'طالبان' في أفغانستان ندا محمد نديم، أن مدارس البنات 'جزء من الثقافة الأجنبية'. ونقلت صحيفة '8 صبح' الأفغانية عن القائم بأعمال الوزير قوله إن إرسال البنات للمدارس جزء من الثقافة الأجنبية التي جلبها إلى أفغانستان الأمير أمان الله خان والملك ظاهر شاه.
وأشار المسؤول إلى أن الكثير من علماء الدين في أفغانستان عارضوا التعليم النسائي في عهد أمان الله خان الذي كان يحكم أفغانستان خلال الفترة بين 1919 و1929. وأضاف أنه في عهد الملك محمد ظاهر شاه الذي حكم بين 1933 و1973 كان الشيوخ يرفضون إرسال بناتهم إلى المدارس، مشيرا إلى أن الكثير من علماء الدين اعتقلوا خلال تلك الفترة بسبب مواقفهم المعارضة.
وضع النساء في افغانستان
الامم المتحدة تتحدث عن قيود على حريات النساء الافغانيات
وفي وقت سابق صرح مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت، بأن القيود التي تفرضها حركة طالبان على حريات النساء والفتيات قد ترقى إلى جريمة ضد الإنسانية. وأعلن بينيت وخبراء آخرون من الأمم المتحدة، أن استهداف طالبان النساء والفتيات يعمق 'الانتهاكات الفاضحة لحقوقهن الإنسانية وحرياتهن والتي هي الأسوأ على مستوى العالم ويمكن أن ترقى إلى الاضطهاد الجندري كجريمة ضد الإنسانية'.
وغالبية النساء اللواتي كن يعملن في وظائف حكومية فقدن عملهن، أو يتلقين مبالغ زهيدة ليبقين في المنزل، منذ استيلاء طالبان على السلطة مجددا في أغسطس 2021. ومنعت النساء الأفغانيات أيضا من السفر من دون محرم، وأجبرن على ارتداء البرقع أو الحجاب خارج المنزل، وهذا الشهر منعت طالبان النساء من دخول الحدائق والملاهي والنوادي الرياضية والحمامات العامة، كما أُغلقت المدارس الثانوية في معظم أنحاء البلاد.
وقال الخبراء الأمميون في بيانهم: 'الانتهاكات للحقوق الأساسية والحريات في أفغانستان، والتي هي أساسا غير مقبولة ومن الأكثر شدة في العالم، تزايدت بدرجة كبيرة'. وأضافوا أن 'عزل النساء في منازلهن هو بمثابة سجن ويرجح أن يؤدي إلى زيادة مستويات العنف الأُسري والتحديات للصحة العقلية'.
وقال الخبراء، إن مدافعين عن الحقوق الإنسانية للنساء تظاهروا سلميا احتجاجا على القيود، يتعرضون منذ أشهر بشكل متزايد للاستهداف والضرب والاعتقال، واعتبروا أن إجراءات طالبان التمييزية 'يتعين أن يتم التحقيق فيها بوصفها اضطهادا جندريا ينبغي أن يلاحق بموجب القانون الدولي'.
ولا يتحدث الخبراء نيابة عن الأمم المتحدة لكن طلب منهم إجراء التحقيق وعرض تقريرهم أمام الهيئة الدولية، وحضوا طالبان على احترام الحقوق الأساسية للنساء، داعين المجتمع الدولي إلى المطالبة بإعادة حقوق النساء وحرياتهن.
وعبرت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بشكل منفصل عن 'الصدمة' إزاء جلد 11 رجلا وثلاث نساء في أفغانستان، مطالبة بـ 'وقف هذا الشكل البغيض من العقاب على الفور'. وتم جلد هؤلاء بعد أن دينوا بالسرقة وارتكاب 'جرائم أخلاقية'، حسبما قال مسؤول في محافظة لوغار، وأحكام الجلد هي الأولى التي يتم تأكيدها منذ أن أمر المرشد الأعلى لطالبان القضاة في وقت سابق هذا الشهر بتطبيق الشريعة.
يذكر أن حركة 'طالبان' التي استولت على السلطة في أفغاستان في أغسطس عام 2021 فرضت قيودا على التعليم للنساء في البلاد، حيث تم منع البنات والفتيات اللواتي تتجاوز أعمارهن سن المدرسة الابتدائية من ارتياد المدارس والجامعات.