للمرة الثانية في أقل من شهرين، تعلن السلطات في ألمانيا القبض على مجموعة من الأشخاص بتهمة تكوين خلية من 'مواطني الرايخ ' والتخطيط لقلب نظام الحكم في البلاد، تلك البلاد التي طالما اعترضت على إجراءات القبض على النشطاء السياسيين في البلدان الأخرى حتى وإن كانوا على صلة بجماعات إرهابية.
لكن ألمانيا يبدو أنها تنجرف تماما إلى الفاشية ، وتخلت تماما عن كل المبادىء والشعارات التي كانت تنادي بها من قبل، وبدأت في تصفية كل من يخالف طريقة الحكم الحالية وإلصاق تهمة قلب نظام الحكم به.
بدأت القصة عندما نفذ الآلاف من عناصر الشرطة الألمانية، مداهمة واسعة في عدة ولايات، ضد خلية تابعة لحركة 'مواطني الرايخ' قيل إنها كانت تخطط لانقلابا عنيفا.
ووفق الرواية الألمانية فمنذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء، اتخذ مسؤولون من المكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية (BKA) والقوات الخاصة في الشرطة، إجراءات على الصعيد الوطني ضد ما يسمى بـ'مواطني الرايخ'.
عملية سوكو
وجرت العملية تحت اسم 'سوكو' أو 'الظل'، إذ فتش حوالي 3000 من عناصر الشرطة، 137 عقارا يملكهم 52 مشتبهاً بهم، فيما نشرت صحف ألمانيا أنباء عن اعتقال 25 شخصا.
ففي الساعة السادسة صباحًا، اقتحمت القوات الخاصة منزلًا في منطقة وانسي السكنية في برلين. وبعد ثلاث دقائق فقط، نفذ عناصر من الشرطة مداهمة لمنزل في ولاية تورينجن.
وفي الوقت نفسه، انتقل الضباط إلى حوالي 30 عقارًا في ولاية بادن فورتمبيرغ بينها ورشة لتصليح السيارات، كما طالت المداهمات متجر في جبال أور (ولاية ساكسونيا).
وبالإضافة إلى ذلك، جرت مداهمات في ولايات بافاريا وهيسن وساكسونيا السفلى، فضلا عن منطقة كيتزبوهيل في النمسا وبيروجيا في إيطاليا.
زعماء الانقلاب
ونقلت صحيفة بيلد الألمانية عن مصادر مطلعة أن الخلية المستهدفة تشكلت حول الأمير هنري الثالث عشر الذي يصنفه الأمن على أنه تهديد بسبب أفكاره المتطرفة، وعضوة سابقة في البرلمان الألماني من حزب البديل من أجل ألمانيا 'يمين متطرف، والقاضية بيرجيت م. كما ضمت أعضاء آخرين منهم السياسي البارز السابق في حزب البديل لأجل ألمانيا، كريستيان وبيتر.
وبين أعضاء الخلية أيضا، عنصر في قوات النخبة بالجيش الألماني خضع منزله ومكتبه في بادن فورتمبيرغ، للتنفيش خلال مداهمات اليوم.
وبالإضافة إلى ذلك، وفق بيلد، جرى القبض على المواطن الروسي فيتاليا ب.، والألمان ألكسندر ك.، وفرانك ر.، للاشتباه في أنهم من المؤيدين للخلية اليمينية المتطرفة.
وكان المحققون في برلين يتعقبون الخلية السرية المشكلة حول رجل يعيش في ولاية هيسن، منذ أشهر، إذ أبلغ المحققون عن الاشتباه في وجود 'مجموعة مناهضة للدستور'، إلى سلطات الأمن الفيدرالية في نهاية أغسطس 2022.
وقال مكتب المدعي العام الاتحادي: 'المتهمون ينتمون إلى منظمة إرهابية تأسست في نهاية نوفمبر2021 على أبعد تقدير، والتي حددت لنفسها هدف إسقاط نظام الدولة القائم في ألمانيا واستبداله بشكلها الخاص من الحكم، وتم بالفعل العمل على أساس هذا النظام'.
اعتقال سياسي من حزب البديل لأجل ألمانيا
نظام حكم ملكي
ووفق المصدر ذاته، 'كانت المجموعة تدرك أنه سيكون هناك أيضا وفيات. ومع ذلك، فهي تقبل على الأقل هذا السيناريو كخطوة وسيطة ضرورية لتحقيق التغيير الذي يستهدف النظام على جميع المستويات'.
وبعد نجاح الانقلاب، كانت المجموعة تريد تأسيس نظام حكم ملكي، وتشكل حكومة تنقسم إلى وزارات مختلفة وفق المبادئ الملكية.
صحيفة بيلد فجرت مفاجأة أخرى، وقالت إن المجموعة التي خططت للانقلاب حددت المسؤولين عن إدارة البلاد، وذوي المناصب المؤثرة في المجالات القوية اجتماعيًا أو ماليًا في الحياة العامة في النظام الجديد.
كما شارك جنود سابقون في الجيش الألماني في خطط الانقلاب، وكان العديد من المتورطين يمتلكون أسلحة تم الحصول عليها بشكل قانوني.
امرأة خططت لقلب نظام الحكم في ألمانيا
في 12 أكتوبر الماضي أعلنت السلطات الألمانية، عن اعتقال رئيس مجموعة من أنصار 'الإمبراطورية الألمانية'، وأكدت أن هذه المجموعة عبارة عن تنظيم يميني متطرف، متهم بشبهة التخطيط لانقلاب.
وزعمت وسائل إعلام محلية أن الجماعة المصنفة إرهابية كانت تعتزم القيام بانقلاب على الحكومة الفيدرالية واختطاف وزير الصحة كارل لوترباخ.
وتلتزم المجموعة بإيديولوجية لا تعترف بالدستور الحالي وتعتقد أن 'الرايخ الثاني' لا يزال قائما على أساس دستور عام 1871.
وقال الادعاء الاتحادي في ألمانيا، إن الشرطة ألقت القبض على امرأة مشتبه في تورطها في محاولة لاختطاف وزير الصحة كارل لوترباخ.
وذكر الادعاء العام أن المرأة، الألمانية المعروفة باسم 'إليزابيت آر'، مشتبه في أنها زعيمة حركة متطرفة تآمرت لاختطاف وزير الصحة، وتدمير مرافق الكهرباء في البلاد، لقطع الخدمة بشكل كامل.