كما قال ويليام شكسبير «المصائب لا تأتي فُرادى كالجواسيس، بل سرايا كالجيش» يبدو أن ذلك بات لسان حال أوروبا ، بعد أن أكدت السلطات الصحية الأوروبية، اليوم الأربعاء، أن القارة تشهد منذ أكثر من عام موجة 'إنفلونزا طيور هي الأكثر تدميراً' في تاريخها، أدت إلى إعدام حوالي 50 مليونا من الطيور الداجنة في المزارع التي ضربها الفيروس.
ووفقا لتقرير صادر عن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها والمختبر المرجعي للاتحاد الأوروبي، تأثرت 37 دولة أوروبية بإنفلونزا الطيور، وتم اكتشاف ما يقرب من 2500 بؤرة تفشي في مزارع القارة.
وقالت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، إن الحصيلة لا تشمل عمليات الإعدام الوقائية للدجاج والبطّ والديك الرومي التي نفذت بالتزامن مع تفشي الفيروس.
وأوضحت أنه لأول مرة لم يكن هناك فصل واضح بين موجتين وبائيتين، إذ لم تتم السيطرة على الفيروس في الصيف.
انفلونزا الطيور
الوباء الأكثر ضراوة
وكان الوباء في هذا الخريف أكثر ضراوة من العام الماضي، حيث زاد عدد المزارع المتضررة بنسبة 35 %. ورُصد الفيروس أكثر من 600 مرة لدى طيور برية، لا سيما البطّ والبجع، ويقدر التقرير أن ذلك ساهم ربما في انتشار الفيروس بين المزارع.
وتدرس السلطات الصحية إمكانية استخدام التطعيمات لوقف انتشار الفيروس. وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها إن مخاطر الإصابة لدى البشر منخفضة ومن 'منخفضة إلى متوسطة' بالنسبة للأشخاص الذين يعملون على اتصال بالطيور والدواجن.
وأعلن المكتب الوطني لسلامة سلاسل الغذاء في المجر عن اكتشاف حالة إصابة بفيروس إنفلونزا الطيور (إتش 5 إن 1) شديد العدوى في مزرعة للديوك الرومي.
وقالت السلطات المجرية إنها بدأت في ذبح أكثر من 25 ألف ديك رومي في المزرعة التي تم فيها اكتشاف الفيروس. وتم الإبلاغ عن تفشي المرض في مقاطعة هايدو-بيهار. وأبلغ المكتب الشهر الماضي عن تفشي الفيروس في ثلاث مزارع في مقاطعتي باتش-كيشكون وباكش.
أكبر تفشى لأنفلونزا الطيور
وفي أكتوبر الماضي قالت صحيفة 'الديباتى' الإسبانية أن أوروبا تعاني من أكبر تفشى لأنفلونزا الطيور فى تاريخها، حيث تم إعدام حوالى 2500 دجاجة و48 مليون طائر آخر ، و3573 من الطيور البرية، وهو ما أثار الرعب فى الدول الأوروبية من احتمالية انتقاله إلى البشر.
وأشارت الصحيفة إلى أن المركز الأوروبى لمكافحة الأمراض والوقاية منها سلط الضوء على أهمية تدابير الصحة والسلامة التى يجب اتخاذها فى أماكن العمل لتجنب الاتصال بالحيوانات.
وأوضحت الصحيفة أن فرنسا وألمانيا وهولندا وبريطانيا أكثر الدول التى تشهد إصابات بأنفلونزا الطيور بشكل غير مسبوق، حيث تمثل الطيور المصابة بشدة خطرًا مستمرًا لإصابة الطيور الداجنة أيضًا. وفى الفترة من يونيو إلى سبتمبر، انخفض عدد حالات تفشي الفيروس فى الطيور الداجنة مقارنة بالأشهر السابقة ، لكنه كان أعلى بخمس مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
ووفقا لأحدث البيانات من تقرير هيئة سلامة الأغذية الأوروبية EFSA والمركز الأوروبى للوقاية من الأمراض ومكافحتها ECDC، فإن موسم أنفلونزا الطيور المنتشر الآن هو الأكبر فى التاريخ.
وأشار التقرير إلى أنه كان هناك 2467 حالة تفشي في الدواجن ، و 48 مليون طائر تم ذبحها في المؤسسات المتضررة ،و3573 حالة إصابة بأنفلونزا الطيور شديدة العدوى في الطيور البرية.
بالإضافة إلى ذلك ، يحذر التقرير من أن الامتداد الجغرافي لتفشي المرض 'غير مسبوق' ، حيث وصل من جزر سفالبارد إلى جنوب البرتغال وشرقًا إلى أوكرانيا ، مما أثر على 37 دولة أوروبية.
وأشار التقرير إلى أنه يمكن لفيروسات الإنفلونزا التي تنتشر في أنواع الحيوانات مثل الخنازير أو الطيور أن تصيب البشر بشكل متقطع وتسبب مرضًا خفيفًا إلى شديد الخطورة.
وأكد التقرير أن الفيروسات لديها القدرة على التأثير بشكل خطير على الصحة العامة ، مثل وباء إنفلونزا الطيور
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
