أطلقت 'قوات سوريا الديمقراطية" الموالية للولايات المتحدة عملية عسكرية واسعة ضد تنظيم 'داعش' الإرهابي بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بعد 3 أيام من هجوم أودى بحياة مقاتلين أكراد شمالي سوريا. وفي وقت سابق شن تنظيم 'داعش' هجوما في مدينة الرقة التي كانت تعد معقله في سوريا قبل هزيمته في 2019، استهدف مراكز أمنية، قبل أن تحبطه 'قوات سوريا الديمقراطية' وتمنع المهاجمين من اقتحام سجن قريب يضم مئات الجهاديين.
وسارع مجلس الرقة المدني التابع للإدارة الذاتية الكردية في شمال وشمال شرق سوريا، إلى إعلان حالة طوارئ وحظر للتجول في المدينة التي استعادت 'قوات سوريا الديمقراطية' السيطرة عليها في العام 2017 إثر معارك ضارية مع التنظيم.
وأطلقت 'قسد' عملية 'صاعقة الجزيرة' فجر الخميس 29 ديسمبر 'بمشاركة قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا وقوات التحالف الدولي'، بحسب ما جاء في بيان على الموقع الإعلامي لـ'قوات سوريا الديمقراطية'، والهدف منها هو 'القضاء على خلايا داعش وتطهير المناطق التي تتواجد فيها البؤر الإرهابية'، وفق المصدر ذاته. ولم يؤكد التحالف الدولي في الحال مشاركته في العملية.
ويعد هجوم 'داعش' الأخير في الرقة الأكبر ضد سجن منذ الهجوم الذي شنه العشرات من مقاتلي التنظيم على سجن غويران في مدينة الحسكة في يناير 2022، وأسفر عن مقتل المئات من الطرفين. وطال هجوم الرقة مربعا أمنيا يضم مراكز أمنية وعسكرية عدة، فضلا عن سجن للاستخبارات التابعة لـ'قوات سوريا الديمقراطية'. وتعزز قوات الأمن الكردية انتشارها في فترة الأعياد من كل سنة خشية من اعتداءات لتنظيم 'داعش'.
اعتقال نائب رئيس مجلس الشيوخ في الحسكة
وفي وقت اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية، محمد حسناوي الجدوع نائب رئيس مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في محافظة الحسكة.
وقالت قبيلة العكيدات في منشور على 'فيسبوك': 'قوات سوريا الديمقراطية' تعتقل محمد حسناوي الجدوع نائب رئيس مجلس شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية في محافظة الحسكة'. يذكر أن قبيلة العكيدات تتمركز على ضفاف نهر الفرات في سوريا والعراق وفي قطر وفي البحرين. وهي من أكبر قبائل الشام وما بين الرافدين.
ومن ناحيته أعلنت أنقرة نيتها نقل السيطرة بمناطق وجود القوات التركية في سوريا إلى دمشق 'حال تحقق الاستقرار السياسي'، وأشارت إلى إمكانية 'العمل المشترك' مستقبلا مع دمشق لمكافحة الإرهاب. وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، وفي كلمة خلال 'اجتماع تقييم نهاية العام'، قال إن تركيا 'تؤكد مرارا عزمها نقل السيطرة في مناطق تواجدها حاليا، إلى سوريا حال تحقق الاستقرار السياسي، وعودة الأمور إلى طبيعتها في البلاد'.
وأشار أوغلو إلى 'إمكانية العمل المشترك مستقبلا، في حال تشكلت أرضية مشتركة بين البلدين فيما يخص مكافحة الإرهاب'. وشدد أوغلو على أن تركيا تحترم 'وحدة وسيادة الأراضي السورية'. وفيما يخص مطالب دمشق بـ 'خروج القوات التركية' من سوريا، قال أوغلو إن الغرض من وجود قوات بلاده هناك 'هو مكافحة الإرهاب، لا سيما وأن النظام لا يستطيع تأمين الاستقرار'.