اعلان

تواصل القصف في أوكرانيا رغم إعلان موسكو وقف إطلاق النار

الحرب في اوكرانيا
الحرب في اوكرانيا
كتب : وكالات

استمرّ القصف المدفعي، الجمعة، في مدينة باخموت التي أصبحت مركز القتال في الشرق الأوكراني، وفي أنحاء أخرى من أوكرانيا، رغم بدء سريان وقف إطلاق نار أحاديّ أعلنته روسيا واعتبرته كييف وقوى غربية مجرّد مناورة.

إطلاق نار من الجانبَين الروسي والأوكراني

لكن بُعيد دخول وقف إطلاق النار هذا حيّز التنفيذ، تحدّث مراسلو وكالة فرانس برس عن سماع إطلاق نار من الجانبَين الروسي والأوكراني. غير أنّ قوّة الضربات كانت أخفّ مقارنةً بالأيّام السابقة.

وكان عشرات المدنيّين محتشدين في مبنى يُستخدم لتوزيع مساعدات إنسانيّة، وحيث نظّم متطوّعون احتفالًا بعيد الميلاد ووزّعوا فاكهة وبسكويت قبل دخول الهدنة الروسيّة حيّز التنفيذ الساعة 09,00 ت غ.

وأكّد الشرطي بافلو دياتشينكو في باخموت أنّ الهدنة "استفزاز" روسي لن يُساعد المدنيّين في المدينة. وقال "قصفوا ليلًا نهارًا، وكلّ يوم تقريبًا هناك قتلى".

من جهته، أكّد الجيش الروسي احترامه الهدنة، لكنّه اتّهم القوّات الأوكرانيّة بـ"مواصلة قصف المدن والمواقع الروسيّة".

وتحدّث نائب رئيس إدارة الرئاسة الأوكرانيّة كيريلو تيموشينكو عن ضربتَين روسيّتَين على كراماتورسك (شرق) استهدفتا مبنى سكنيًا ولم تُسفرا عن ضحايا. وفي وقت سابق، تحدّث عن قصف روسي على خيرسون (جنوب).

هجمات روسية

وفي منطقة لوغانسك (شرق)، أعلنت السلطات المحلّية عن 14 قذيفة مدفعيّة وثلاثة هجمات روسيّة، بينما بقي المدنيّون "طوال اليوم في الأقبية".

من جهتها، نقلت وكالات أنباء روسيّة عن السلطات الانفصاليّة في شرق أوكرانيا حديثها عن قصفٍ على مواقعها في دونيتسك نفّذه الجيش الأوكراني قبل بدء سريان وقف النار نظريًّا وبعدهُ أيضًا.

إثر نداء أطلقه بطريرك الأرثوذكس الروسي كيريل، واقتراح قدّمه الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان، طلب بوتين الخميس من جيشه "بدء تطبيق وقف للنار على كلّ خط التماس بين الطرفَين في أوكرانيا اعتبارًا من الساعة 12,00 في السادس من كانون الثاني هذه السنة (9,00 ت غ) حتى الساعة 24,00 في السابع من يناير (21,00 ت غ)".

لكنّ أوكرانيا اعتبرت هذه المبادرة "ضربًا دعائيًّا". وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ قرار بوتين يشكّل "حجّة هدفها وقف تقدّم جنودنا في دونباس وتوفير العتاد والذخائر وتقريب جنود من مواقعنا (..) ما الحصيلة؟ مزيد من القتلى".

وكان بوتين دعا القوات الأوكرانية إلى التقيّد بهذه الهدنة كي تتيح لأتباع الطائفة الأرثوذكسيّة، كبرى الطوائف في كلّ من أوكرانيا وروسيا على السواء، "حضور قداديس ليلة الميلاد ويوم ولادة المسيح".

في واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّ بوتين يسعى من خلال هذه الهدنة إلى "متنفّس".

واستهزأ بايدن بنظيره الروسي، قائلً:ا إنّ بوتين "كان مستعدًّا لقصف مستشفيات وروضات وكنائس... في الخامس والعشرين من ديسمبر وليلة رأس السنة".

بدوره، قال المتحدّث باسم الخارجيّة الأمريكيّة نيد برايس إنّ وقف النار الذي أعلنه بوتين الخميس لا يُمكن اعتباره سوى "قرار مثير للسخرية"، مضيفًا للصحافة "أعتقد أنّ صحّة هذا التقييم قد تأكّدت في ضوء ما شهدناه طوال اليوم. شكوكنا يُبرّرها ما شهدناه من روسيا طوال هذا الصراع".

وتابع: "ما يقلقنا هو أن تستخدم موسكو أيّ وقفٍ للمعارك من أجل أن تُعيد تنظيم قوّاتها وتجميعها وأن تُعيد في نهاية المطاف شنّ هجوم يكون أكثر انتقامًا ووحشيّة وفتكًا".

أمّا مسؤول الشؤون الخارجيّة في الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل فقال "أعتقد أنّ الردّ الذي يخطر لنا جميعًا هو التشكيك في مواجهة نفاقٍ من هذا القبيل".

ووصفت الخارجيّة الفرنسيّة وقف النار بأنّه محاولة روسيّة "مكشوفة" لصرف الأنظار عن مسؤوليّتها عن الحرب.

وقال وزير الخارجيّة البريطاني، جيمس كليفرلي، إنّ وقف إطلاق النار هذا "لن يخدم آفاق السلام"، مطالبًا بانسحاب نهائي للقوّات الروسيّة.

واعتبرت الخارجيّة الألمانيّة من جهتها أنّ وقف النار الروسي لن يجلب "لا الحرّية ولا الأمان" لأوكرانيا.

وأكّد بوتين، الخميس، أنّ روسيا منفتحة على "حوار جاد" مع أوكرانيا شرط أن تقبل كييف "الوقائع الجديدة على الأرض"، في إشارة إلى إعلان موسكو في سبتمبر ضمّ أربع مناطق أوكرانيّة تسيطر عليها جزئيًّا أو بالكامل.

زيلينيسكي يتعهد باستعادة الأراضي الأوكرانية

ويصرّ زيلينسكي في المقابل على انسحاب كامل للقوّات الروسيّة من بلده بما يشمل القرم، قبل أيّ حوار مع موسكو. وفي حال لم يحصل ذلك، تعهّد زيلينسكي استعادة الأراضي الأوكرانيّة المحتلّة بالقوّة.

في الأثناء، يتحرّك حلفاء كييف الغربيّون لتزويدها مدرّعات لها أهمّية عسكريّة بالغة بالنسبة إلى الجانب الأوكراني.

وأعلن متحدّث باسم الحكومة الألمانيّة الجمعة، أنّ بلاده ستُرسل 40 مدرّعة من طراز "ماردر" إلى الجيش الأوكراني في الربع الأوّل من 2023، في أوّل إعلان عن عمليّة تسليم ملموسة لهذا النوع من المعدّات.

وكانت فرنسا أوّل دولة تُبادر في هذا الصدد، عبر إعلانها الأربعاء تسليم دبّابات قتاليّة خفيفة من طراز "إيه إم إكس-10 آر سي" AMX-10 RC فرنسيّة الصنع، من دون تحديد العدد والإطار الزمني لإتمام ذلك.

والجمعة، أعلنت الولايات المتحدة مساعدات عسكريّة لأوكرانيا بقيمة ثلاثة مليارات دولار، في حزمة قال البيت الأبيض إنّها ستتضمّن مدرّعات من طراز "برادلي" وناقلات جنود مدرّعة ومدافع هاوتزر ذاتيّة الدفع.

وتعهّدت ألمانيا أيضًا تزويد أوكرانيا منظومة دفاع جوّي من طراز "باتريوت"، لتحذو بذلك حذو الولايات المتحدة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً