واصل البطريرك الماروني بشارة الراعي،اليوم الأحد، توجيه انتقاداته الحادة للنخبة اللبنانية، والتي طالت نواب ووزراء لبنان بعد الفشل في انتخاب رئيس للبلاد واستمرار شغور المنصب.
ومع استمرار الشغور الرئاسي بعد فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد، فقدت البلاد حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بسبب عدم سدادها مستحقات المنظمة الأممية.
ولم يتمكن لبنان من عبور فترة الشغور الرئاسي بعد 11 جلسة برلمانية لانتخاب خلف للرئيس المنتهية ولايته ميشال عون، الذي رحل عن منصبه نهاية شهر أكتوبرالماضي.
وحضر الجلسة الـ11 لانتخاب رئيس البلاد 110 نواب صوت من بينهم 37 نائبا بورقة بيضاء وحصل المرشح النائب ميشال معوض على 34 صوتا، وأبطل 29 نائبا أصواتهم، وحصل مرشحون آخرون على ما مجموعة 10 أصوات.
بشارة الراعي
الغضب يتفاقم في لبنان.. أزمة انتخاب الرئيس تتواصل
ووجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال قداس الأحد، حديثه إلى النواب ووزراء حكومة لبنان، قائلا:'أنتم يا نواب الأمة والوزراء مسؤولون عن 'وصمة العار' الجديدة التي تلحق بلبنان من خلال أدائكم غير المقبول، وهي فقدان لبنان حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، المكونة من 193 عضوا، بسبب عدم سداد مستحقات الدولة اللبنانية البالغة ما لا يقل عن مليوني دولار، وفقا لما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وأضاف: 'يكبر حجم مسؤوليتكم بكون لبنان بلدا مؤسسا للأمم المتحدة، وقد مثله آنذاك خلال التأسيس شارل مالك'.
ولفت الراعي إلى أنه 'وقف سداد المستحقات اللبنانية لا يقتصر فقط على منظمة الأمم المتحدة، بل يشمل أيضا منظمات عربية ودولية ينتمي إليها لبنان.
مجلس النواب اللبناني
واستطرد:' إذا كان الأمر مقصودا فالخطيئة عظيمة، وإذا كان سهوا فالخطيئة أعظم'، مضيفا:' ألا تخجلوا من أنفسكم يا شاغلي مجلسي النواب والوزراء أمام منظمة الأمم المتحدة وإنجازاتها لصالح لبنان؟'.
وتابع : لبنان مركزا لعدد من المنظمات والمؤسسات التابعة لها، واعتمدت مندوبية دائمة للوقوف على حاجات البلاد.
وقال :'يخدم اليوم في لبنان 3800 ضابط وجندي دولي يمثلون 48 دولة وسط أخطار يومية كان آخرها اغتيال الجندي الإيرلندي في بلدة العاقبية في الجنوب'، متسائلا : 'كيف للدولة اللبنانية والحالة هذه أن تتوسل التجديد للقوات الدولية في الجنوب ولا تدفع مستحقاتها للأمم المتحدة؟.
فقدان لبنان حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة
وتساءل البطريرك الماروني، قائلا كيف للدولة اللبنانية، أن تتقدم بشكاوى أمام الأمم المتحدة، وتطالبها بتنفيذ قراراتها المتعلقة بلبنان ولا يحق لها التصويت؟، كيف نناشدها إكمال مهمتها في الاتفاق الثنائي بين لبنان وإسرائيل حول الطاقة وترسيم الحدود الجنوبية؟ كيف نطالبها بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والمعيشية والتربوية؟، كيف نطالبها بهذا وبغيره ولا ندفع مستحقاتنا لها؟.
وأضاف: 'في هذا الوقت يستمر الشغور الرئاسي، ولم تؤد المساعي الداخلية والدولية إلى إحراز تقدم فعلي نحو انتخاب رئيس جديد، بل نرى أن المواقف بين المحاور الداخلية ذات الامتداد الخارجي تتباعد أكثر فأكثر، وتلهي الرأي العام بموضوع الحكومة'.
الحكومة مهمتها منع سقوط الدولة
وزاد : 'نحن قلنا منذ اليوم الأول لنهاية العهد، إن هذه الحكومة هي مستقيلة ومهمتها تصريف الأعمال، ومن واجبها التفاهم حول تفسير تصريف الأعمال لا أن تخلق إشكاليات نحن في غنى عنها.. إن عملها ينحصر بالمحافظة على الحد الأدنى من تسيير شؤون المواطنين الضاغطة، ومنع سقوط الدولة نهائيا، خصوصا أن مهزلة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية لا تزال مستمرة، وقرار عقدها وفقا للدستور مسلوب'.
أما متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، فقال خلال قداس الأحد:'شهدنا هذا الأسبوع حلقة أخرى من مسلسل مسرحية انتخاب رئيس، والمحزن أن من لم يقوموا بواجبهم على أتم وجه يتذمرون ويشعرون بالاشمئزاز من تكرار المهزلة'.
الشغور الرئاسي في لبنان
ووجه عدد من التساؤلات الاستنكارية، قائلا: 'أليس أولى بهم أن يقدموا على ما يخرج المجلس من هذا الجمود القاتل؟ ألا يعلموا طريقة تكوين السلطات في الأنظمة الديمقراطية، وكيفية إجراء الانتخابات؟ كيف يبرر المعطلون لناخبيهم تقصيرهم في أداء واجبهم الدستوري والوطني؟ كيف يبررون وضع مصالحهم قبل المصلحة العامة، وتقديم حساباتهم الضيقة على كل حساب؟ كيف يستطيعون أن يضحكوا ويهزأوا وشعبهم يدمع ويبكي؟ متى يخرج هؤلاء من أوهامهم بأنهم محور الكون وأن العالم لا يفكر إلا بهم؟ ما هذه المهزلة؟ .. قليلا من التواضع ومن الواقعية'.
وتعد مشكلة الشغور الرئاسي على رأس المشاكل التي تواجه لبنان خلال الفترة الأخيرة بجانب المشكلات الاقتصادية، فلم يتمكن لبنان من عبور فترة الشغور الرئاسي بعد 11 جلسة برلمانية لانتخاب خلف للرئيس المنتهية ولايته ميشال عون، الذي رحل عن منصبه نهاية شهر أكتوبرالماضي.