دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة مرة أخرى في قرار، يوم الخميس، إلى انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، حيث صوت 141 عضوا من أعضائها وعددهم 193 عضوا لصالح إدانة الغزو الروسي في
عشية الذكرى الأولى لانطلاقه.
الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعو إلى انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا
وبرغم أن القرار غير ملزم، إلا أن التصويت في أكبر هيئة بالأمم المتحدة ينظر إليه باعتباره اختبارا عالميا للرأي بشأن الحرب التي شنتها روسيا ضد جارتها.
وباستثناء عدد من الدول التي امتنعت عن التصويت، صوتت ضد القرار ست دول فقط، هي بيلاروس وكوريا الشمالية وإريتريا ومالي ونيكاراجوا وسوريا، إلى جانب روسيا.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، انالينا بيربوك، بعد ذلك "روسيا معزولة بحربها كما كانت قبل عام". "العالم يريد السلام. دول هذا العالم أوضحت ذلك معا اليوم في الأمم المتحدة".
كما أعرب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، عن ارتياحه، قائلا إن روسيا فشلت في "تقويض النظام الدولي" وأن التحالف الداعم لأوكرانيا لا يزال واسعا وقويا.
ويتضمن القرار مطلب السلام وانسحاب موسكو، ويعيد التأكيد على عدد من المواقف التي تبنتها الجمعية العامة من قبل، مثل وحدة أراضي أوكرانيا.
وتتناقض النتيجة القوية مع الاتهامات بأن هناك شعورا بالإرهاق من الحرب وتداعي الدعم لكييف في بعض أنحاء العالم، خاصة تلك التي تعتمد على الوقود الروسي.
يشار إلى أنه في آذار/مارس الماضي، وبعد وقت قصير من اندلاع الحرب، أدانت 141 دولة الغزو. ثم في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، صوتت 143 دولة ضد إعلان روسيا ضم أجزاء كبيرة من أوكرانيا.
وكما حدث في التصويتين السابقين، امتنعت الصين والهند، وهما دولتان قويتان يبلغ عدد سكانهما مجتمعتين حوالي 8ر2 مليار نسمة، يوم الخميس، إلى جانب جنوب إفريقيا وإيران.
وفي حين أعربت جميع دول أمريكا الجنوبية تقريبا عن تأييدها للقرار، بما في ذلك البرازيل، امتنعت عدد من الدول الأفريقية عن التصويت.
خلف كواليس الأمم المتحدة، كانت هناك مناقشات مطولة حول مدى أهمية القرار في ذكرى الغزو.
ووفقا لمصادر داخل دوائر الأمم المتحدة، كانت أوكرانيا تعمل على قرارات لإنشاء محكمة لجرائم الحرب بالإضافة إلى نص يحول خطة السلام المكونة من 10 نقاط التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى وثيقة للأمم المتحدة. لكن تم التخلي عن الفكرتين.
وفي النهاية، فإن إستراتيجية الداعمين الغربيين لأوكرانيا كانت هي جعل أكبر عدد ممكن من الدول يصوتون بـ "نعم" للحركة العامة الداعمة للسلام، حتى لو كان ذلك يعني تخفيف النص.
وينص القرار الذي وافقت عليه الهيئة على أن تحقيق سلام شامل من شأنه أن يساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن الدولي.
وتطالب بتبادل كامل لأسرى الحرب وتشدد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن أكثر جرائم الحرب خطورة.
وقال ممثل الصين لدى الأمم المتحدة ، داي بينج، في نيويورك إن شحنات الأسلحة الغربية لن تؤدي إلى السلام بل ستغذي الحرب فقط.
وقال إنه يجب إجراء محادثات مباشرة بين موسكو وكييف مرة أخرى في أقرب وقت ممكن، ومن المتوقع أن تقدم بكين ورقة بموقفها بشأن حل سياسي للأزمة الأوكرانية في أقرب وقت ممكن اليوم الجمعة.
كما أنه من المقرر أيضا ، اليوم الجمعة، أن يجري قادة مجموعة السبع محادثات مع زيلينسكي عن طريق خاصية مؤتمر الفيديو.