فتحت مراكز الاقتراع صباح الأحد في تركيا لانتخاب الرئيس الثالث عشر للجمهورية والبرلمان، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. واصطف الناخبون في طوابير طويلة، تشكلت قبل فتح أبواب مراكز الاقتراع عند الساعة الثامنة صباحا في اسطنبول وأنقرة. وتغلق مراكز الاقتراع عند 17,00.
نتائج استطلاعات الرأي
وبعد قرن على تأسيس الجمهورية، تجري الانتخابات في أجواء من الاستقطاب الشديد بين مرشحين رئيسيين: الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو. وحقق مرشح ثالث هو سنان أوغان بعض التقدم.
وتظهر أحدث استطلاعات للرأي نتائج متقاربة بشكل متكرّر لكن مع تقدّم للمعارضة، ممثلة في كمال كيليتشدار أوغلو الذي اختتم حملته الانتخابية أمس السبت في أنقرة، حيث زار ضريح مؤسس تركيا الحديثة.
ويقود كيليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، ائتلافًا من ستة أحزاب متنوعة من اليمين القومي إلى يسار الوسط الليبرالي. كما حصل على دعم حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد، ويعتبر القوة السياسية الثالثة في البلاد.
وأشاد كيليتشدار أوغلو بمؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، وتوجه إلى أنصاره بالقول: 'ركزوا طاقتكم على بناء المستقبل وليس القتال من أجل الماضي'، وأضاف قوله: 'تذكروا أن الحكومات تأتي وتذهب، والدولة وحدها هي التي تبقى. اختاروا الدولة والعدالة والقانون، وليس التحزب'.
أما الرئيس التركي المرشح الرئاسي عن تحالف الشعب رجب طيب أردوغان ، فقد ختم حملته أمس السبت بالصلاة في آيا صوفيا، حيث انتقد خصمه قائلا للحشود: 'سنخرج أقوى من صناديق الاقتراع'. وحتى إذا اضطر أردوغان لخوض دورة ثانية في 28 من الشهر الحالي، فإن ذلك سيكون سابقة بالنسبة إليه، لأنه اعتاد الفوز منذ الدورة الأولى.
احترام حكم صناديق الاقتراع
وخلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في 2018، فاز أردوغان من الدورة الأولى بعد حصوله على أكثر من 52,5% من الأصوات. ووعد أردوغان باحترام حكم صناديق الاقتراع، الذي يراقبه مئات الآلاف من مؤيدي الجانبين.
وسجل 64 مليون ناخب سيختارون أعضاء برلمانهم أيضا في جميع أنحاء هذا البلد، الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة، ويشهد تقليديا إقبالا على التصويت يتمثل بنسب مشاركة تزيد على 80%.
انهيار العملة والمباني
يجري الاقتراع هذه المرة في بلد انهكته أزمة اقتصادية، مع انخفاض قيمة عملته بمقدار النصف تقريبا خلال عامين، وتجاوز نسبة التضخم 85% في الخريف.
وأدت صدمة زلزال السادس من شباط/فبراير الذي أدى إلى انهيار عشرات الآلاف من المباني، وتسبب بمقتل خمسين ألف شخص على الأقل وبتشريد أكثر من ثلاثة ملايين آخرين، إلى تشكيك في قوة الرئيس الذي يمتلك كل الصلاحيات.
وكان أردوغان اعتمد على قوة قطاع البناء خصوصا، مشيرا إلى إنجازاته العظيمة التي أدت إلى تحديث تركيا، ليبرز نجاحه خلال العقد الأول من توليه السلطة، كرئيس للحكومة أولا. لكن الزلزال كشف فساد المقاولين والسلطات، التي أصدرت تصاريح البناء في تحد لقواعد الوقاية من الزلازل.
متابعة خارجية دقيقة
وفي مواجهتها، استخدم كيليتشدار أوغلو ورقة التهدئة، واعدا بإقامة دولة القانون واحترام المؤسسات، وكشفت استطلاعات الرأي أن خطاباته القصيرة والهادئة خلافا لما يعبر عنه أردوغان من غضب وشتائم، أقنع غالبية 5,2 ملايين شاب تركي سيصوتون للمرة الأولى.
وقال كيليتشدار أوغلو مساء السبت في رسالة أخيرة بالفيديو: 'مشروعي الأكثر جنونًا هو إعادة الديموقراطية إلى هذا البلد، وهذه العودة ستثير حماس العالم بأسره'، بينما كان الرئيس أردوغان يختتم حملته بالصلاة في آيا صوفيا، الكنيسة السابقة التي تحولت مسجدا في اسطنبول.
وتجري الانتخابات وسط متابعة دقيقة من الخارج لما قد يشكل 'ربيعا تركيا'، إذ أن هذا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) يتمتع بموقع فريد بين أوروبا والشرق الأوسط، ويعد لاعبا دبلوماسيا رئيسيا.