ناقش وزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف في الرياض، مع نظيره السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود، قضايا تعزيز التعاون الثنائي ذات الصلة.
موسكو تشكر الرياض
أعلنت عن ذلك الممثلة الرسمية لوزارة الداخلية الروسية إيرينا فولك، حيث تابعت أن الوزير الروسي شكر نظيره السعودي على تمسك المملكة العربية السعودية بالمبادئ التقليدية للعلاقات بين الدول، على الرغم من الحملة المعادية لروسيا التي أطلقها الغرب الجماعي والخط المدمر الذي تتبناه واشنطن لتفكيك نظام القانون الدولي الذي تأسس بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لصالح ما يسمى بـ 'النظام القائم على القواعد'.
وتابع بيان الداخلية الروسية أن الرياض لا تدعم المحاولات المتكررة لربط المملكة العربية السعودية بالتحالف المناهض لروسيا، بناء على تقييماتها الخاصة للوضع حول أوكرانيا، وهو ما تراه روسيا نهجا إيجابيا من الجانب السعودي.
موسكو تشكر الرياض في أول زيارة لمسؤول روسي إلى السعودية بعد "قمة جدة"
ووفقا لوزير الداخلية الروسي، فإن أجهزة المخابرات الغربية، تقوم في واقع الأمر، وعلى حساب الشعب الأوكراني، بعمليات خاصة من الإمدادات غير القانونية للأسلحة، بما في ذلك أنظمة الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات والدبابات، والتي يمكن أن تظهر فيما بعد في أي منطقة من مناطق العالم، بما في ذلك المناطق التي تهم المملكة العربية السعودية.
ونظرا لكونها واقعة تحت السيطرة الخارجية، أصبحت أوكرانيا جزءا مهما من طريق البلقان لتوصيل المواد الأفيونية الأفغانية إلى أوروبا، فيما تتفق المملكة العربية السعودية وروسيا في موقفهما من الاتجار غير المشروع للمخدرات بشكل عام.
وأكد كولوكولتسيف على الحاجة إلى مزيد من تكثيف الجهود لمكافحة التطرف وتهريب المواد المخدرة، وتعد وزارة الداخلية الروسية القوة الروسية الضاربة لمكافحة التطرف، أحد التهديدات الرئيسية لاستقرار النظام العالمي الراهن. وقد حدد الوزير الروسي العلاقة المباشرة بين انتشار الأيديولوجيات المتطرفة والأشكال الأخرى من السلوك غير القانوني، بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة، بما في ذلك جرائم المخدرات. ويستخدم جزء كبير من عائدات الإتجار بالمخدرات في تمويل الأنشطة الإرهابية والمتطرفة.
وتهتم وزارة الداخلية الروسية بتلقي أي معلومات مهمة حول تصرفات وتحركات المتطرفين والإرهابيين، والتي من شأنها أن تسهم في اعتقالهم ومحاكمتهم، وكذلك في منع وحجب المساعدات المالية التي تصلهم. ووزارة الداخلية الروسية على استعداد لتعزيز تبادل المعلومات عبر قنوات المنظمة الدولية للشرطة الجنائية 'الإنتربول'.
ولفت فلاديمير كولوكولتسيف الانتباه إلى محاولات عدد من الدول الغربية للحد من قدرة روسيا على استخدام قنوات 'الإنتربول' للبحث عن المجرمين أو حتى تعليق عضوية روسيا في هذه المنظمة. وبحسب الوزير، فإن مثل هذه الإجراءات تؤكد رغبة بعض المشاركين في تغيير ميثاق 'الإنتربول' للضغط السياسي على أي دولة معارضة في المستقبل. وفي هذا السياق، تكتسب المادة الثالثة من ميثاق المنظمة أهمية خاصة، وهي التي تمنع بشكل قاطع، وبأي شكل من الأشكال، التدخل في الشؤون الداخلية للدول المشاركة أو القيام بأنشطة ذات طابع سياسي.
وشدد وزير الداخلية الروسي على أن تسييس التعاون الدولي في مجال إنفاذ القانون يضر بالمصالح المشتركة لمكافحة الجريمة العابرة للحدود. وتهدف وزارة الداخلية الروسية إلى العمل مع وزارة الداخلية السعودية على طيف واسع من القضايا، من شأن حلها أن يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام.