عادت الحربُ على غزة والقصف الإسرائيلي المتواصل سكان قطاع غزة إلى ظروف الحياة البدائية القديمة. وبات الاعتماد على الفحم والحطَب للطهي وجلب المياه من أماكنَ بعيدة، وأمام أكوام الحطب، يجتمع الناس بحثا عن مصدر للدفء والأمان، حيث يواجه السكان نقص الوقود والغذاء والماء، ليعكس ذلك الواقع الصعب الذي تعيشه آلاف الأسر العفيفة.
السكان يلجأون إلى قطع الأشجار للحصول على الحطب
ففي ظل البرد القارس وآثار الصراع المستمر، ترسم الحرب هذه الملامح التي تجمع أنفاس الأمل للاستمرار في الحياة، والتغلب على اليأس المفروض نتيجة الحصار. ويقول محمد أبو عمرة، وهو بائع حطب: 'بما أنني امتلك الحطب في البيت وأمام الوضع الصعب الذي نعيشه وما يعانيه الناس من نقص في الغاز وندرة الحطب، قررت بيع الحطب بابخس الأثمان خاصة في ظل غياب مواطن الشغل ونقص في المال'.
وسط هذه الأوضاع الصعبة، يلجأ السكان إلى قطع الأشجار للحصول على الحطب، من أجل تدفئة منازلهم وصغارهم وطهي طعامهم، ليظهر الناجون بإصرارهم وصمودهم أمام تلك الظروف القاسية، في انتظار بصيص من الأمل في زمن الحرب والمعاناة. ومع الحصار الإسرائيلي وحظر الوقود، تعيش أمهات وأطفال في ظلام دامس ونقص مستمر في أساسيات الحياة، ففي ظل الحرمان، يظهر الفلسطينيون إصرارهم على البقاء بالرغم من التحديات والمعاناة التي تسببت فيها الحرب، ويواجه سكان القطاع تحديات يومية خصوصا مع القصف الإسرائيلي الذي لا يبدو أنه سيتوقف، لكنهم رغم عِظَمِ التضحيات التي بذلوها مصرون على الصمود ومواجهة الصعاب.