كشف تقرير لوكالة بلومبيرج الأمريكية، الضوء على الهجوم الوشيك للجيش الإسرائيلي على مدينة رفح، جنوبي غزة، وما يرافقه من انتقادات دولية مصحوبة بمخاوف على مصير أكثر من مليون نازح فلسطيني يبحثون عن ملاذ في المنطقة الآمنة الأخيرة في القطاع.
ولفت التقرير إلى أن الأعمال العسكرية الأخيرة التي قامت بها إسرائيل، بما في ذلك الغارات الجوية ومهمة إنقاذ الرهائن التي تقوم بها القوات الخاصة، تؤشر إلى الكارثة الإنسانية المحتملة التي يمكن أن تترتب على نشر القوات البرية في رفح.
ومدينة رفح في الطرف الجنوبي من غزة على الحدود مع مصر، وتعد المنفذ الوحيد بين القطاع والدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
ما أهمية رفح؟
تنبع الأهمية الإستراتيجية لرفح من موقعها كملجأ أخير للفلسطينيين النازحين الفارين من العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث أدى التقدم العسكري الإسرائيلي من الأراضي الشمالية نحو رفح إلى محاصرة ما يزيد على مليون مدني في المنطقة، بحسب التقرير.
ويقول التقرير، إن الحفاظ على العلاقات السلمية مع مصر أهمية بالغة لإسرائيل، مشيرا إلى التوترات التي شابت العلاقة مع القاهرة بعد دعوات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو أمر ترفضه مصر خوفًا من التهديدات الأمنية وللحفاظ على تطلعات الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة.
وبعد أن كانت تحتضن نحو 280 شخصا في السابق، أصبحت اليوم تؤوي أكثر من نصف سكان غزة، وسط تحذيرات أممية من الوضع الإنساني المتردي جراء نقص الغذاء والدواء وانعدام الخدمات.
ويؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ترك الفصائل الفلسطينية في رفح من شأنه أن يعيق الجهود الرامية إلى تفكيك الحركة، إلا أنه يواجه ضغوطا داخلية أثناء التعامل مع الدعوات الدولية، وخاصة من الولايات المتحدة، التي حثت على اتباع نهج حذر في التوغلات العسكرية.
وبحسب الوكالة فإن تزايد أعداد الضحايا في غزة، إلى جانب المواقف الدولية، يسلط الضوء على مدى تعقيد العمليات العسكرية الإسرائيلية.