طالب عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، إبراهيم مخير، بمحاسبة رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، معربًا عن أسفه لتصريحات البرهان التي قال فيها إنه لن تكون هناك عملية سياسية في البلاد إذا لم تنته الحرب في البلاد، ووصفها بأنها تصريحات 'مخيبة للآمال'.
ونقلت وكالة أنباء 'العالم العربي' عن مخير، قوله بأن 'السودانيين يبحثون عن السلام ويبحثون عن أي فرصة لتحقيق الاستقرار، أو على الأقل هدنة تسمح لهم وتسمح للمنظمات الدولية والدول المحبة للسودان بإدخال الإغاثة'.
إشعال الحرب في السودان
وأشاد مخير بالمنهج الذي اتخذه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، مشيرًا إلى أن دقلو يسعى 'لتخفيف المعاناة على السودانيين، ولذلك خرج من السودان من داخل المعارك وقام بجولته المعروفة للبحث عن السلام، واستجاب لكل مبادرات السلام، والتي كان أهمها المبادرة التي تقدم بها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك'.
وتابع مخير، قائلا إن مسؤولي الدعم السريع استجابوا للمحادثات في المنامة في البحرين، 'وكان لديهم أمل كبير بأن هذا التواصل مع نائب قائد الجيش السوداني شمس الدين الكباشي قد يقود إلى حالة من الهدوء في مناطق المعارك، تؤدي إلى الوصول إلى اتفاق.
وتابع مخير: 'يبدو أن سيطرة الحركة الإسلامية وأفرادها داخل الجيش قوية، وأعتقد أن هذا التصريح يوضح أن الجيش السوداني أصبح ضعيفا أمام التنظيمات الإسلامية التي لا ترى لها خيار سوى نشر الفزع والهلع وممارسة الإرهاب'.
في سياق متصل، صرح مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان، إيدي رو، للصحفيين اليوم الخميس، بأنه يوجد حاليا أقل من 5% من السودانيين يستطيعون تأمين وجبة كاملة في اليوم.
وقال موقع 'أخبار السودان' إن الحرب المستعرة منذ عشرة أشهر، وراح ضحيتها آلاف المدنيين، بينما نزح ثمانية ملايين نصفهم من الأطفال، دفعت البلاد إلى حالة من انعدام الأمن الغذائي.
وأضاف الموقع أن البلاد أصبحت على حافة الانهيار، إذ يعاني معظم السكان من الجوع، فما يزيد على 25 مليون سوداني باتوا يحتاجون للمساعدة، و18 مليونا منهم يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا للأمم المتحدة.
وتتواصل منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو للعلن، بعد توقيع 'الاتفاق الإطاري' المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع في شهر ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.