وصلت ناقلة البضائع ذات اللونين الأسود والأحمر (AT 27) إلى ميناء غينيا على الساحل الغربي لأفريقيا الشهر الماضي. كان على متن هذه الناقلة شحنة روسية نموذجية شملت 25 ألف طن من القمح متجهة إلى مالي، وهي دولة مجاورة تواجه انعداماً حاداً في الأمن الغذائي.
مع ذلك، لم تكن هذه البضائع جزءاً من أي تجارة عادية. وكانت السفينة التي يبلغ طولها 170 متراً التي ترسو في "كوناكري" واحدة من مجموعة سفن أرسلت الحبوب المجانية التي وعد بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ست دول أفريقية، إلا أن هذا السخاء يأتي بثمن مختلف.
إلى جانب المساعدات الأمنية وإمدادات الأسلحة ومسابقات ملكات الجمال التي ترعاها روسيا، تُعتبر هذه التبرعات جزءاً من جهود الكرملين لتوثيق العلاقات مع أفريقيا في الوقت الذي يشن فيه حرباً على أوكرانيا. في المقابل فإن ما تحصل عليه روسيا هو دعم طموحاتها والوصول إلى الأسواق التي قد تخفف من تأثير العقوبات الأميركية والأوروبية.