جاءت مشاركة ئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس اسماعيل هنية في المؤتمر الدولي ببيروت لتعطي دلالات جديدة عن انفتاح الأفق السياسي أمام حركة حماس بشكل لم يسبق له مثيل منذ بداية عملية طوفان الأقصى في 7 من أكتوبرالماضي، فحتى أسابيع ماضية لم يكن متصورا أن تخرج تحركات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن عواصم الدولة الوسيطة في عملية المفاوضات بين المقاومة وبين إسرائيل، ولكن لأول مرة تهبط طائرة حماس في بيروت قادمة من تركيا أو مقدمة من قطر، ولكن في كل الأحوال فإن طائرة حماس التي هبطت في مطار بيروت لم تكن بعيدة أبدا عن اليد الطولي للطيران الإسرائيلي فوق كل الأجواء اللبنانية ولا عن أعين عملاءها المنتشرين في العاصمة اللبنانية الذين سبق لهم استهداف قيادات لحركة حماس في قلب الضاحية الجنوبية الحصن الحصين لحزب الله اللبناني
وقد يكون أقرب وصف لكلمة إسماعيل هنية من بيروت أنه قد ألقى بيان نصر مبكر طالما أن خصومه سمحوا له بالحركة جوا بين أجواء عواصم هى بشكل أوبآخر منخرطة في وساطة للمفاوضات بين حماس وبين إسرائيل
المقاومة تتمسك بمبادئ لقبول صفقة مع إسرائيل تتمثل في وقف دائم للعدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة
وأوضح هنية في كلمته العلنية أمام المؤتمر القومي اللبناني أن المقاومة تتمسك بمبادئ لقبول صفقة مع إسرائيل تتمثل في وقف دائم للعدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة ورفع الحصار وإعادة الإعمار وتنفيذ صفقة مشرفة للتبادل. وأكد أهمية استغلال التضحيات والتغيرات الكبيرة لصالح القضية الفلسطينية والمضي قدمًا نحو تحقيق مشروع التحرير والعودة. بالنسبة لمشروع التحرير، أشار هنية إلى أنه يعتمد على تشكيل قيادة وطنية موحدة ضمن منظمة التحرير وحكومة وفاق وطني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويشمل أيضًا إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية عامة وتشكيل مجلس وطني فلسطيني.
تطور الأوضاع في قطاع غزة .
كلمة ومشاركة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي
واللافت أيضا أن اسماعيل هنية لم يكن القيادة الوحيدة من قيادات المقاومة الفلسطينية الذي شارك في اجتماع علني في بيروت، بل شارك أيضا نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي الذي قال :” هذه المعركة ستحدد مصير إسرائيل والمنطقة وليس لنا إلا المقاومة والوحدة والتماسك الداخلي”. واضاف:” بفعل مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري كسرنا هيبة هذا الكيان وغطرسته إلى الأبد”.
وتابع:” يريدون كسر إرادة الشعب الفلسطيني في الميدان عبر الجرائم وفي السياسة والمفاوضات”. واردف بالقول:” إذا تراجعنا فإن غزة ستسحق تماما وستدفع الثمن أضعافا مضاعفة عما دفعناه اليوم كما ستسحق المقاومة في المنطقة، هذه الفرصة مهيأة لبناء وحدة الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يستهدف عقيدتها وثرواتها وتاريخها، نحن في المقاومة لا نثق بأي تصريحات تخرج من الإدارة الأميركية ونعتبرها شريكة بالعدوان على شعبنا ومنطقتنا”.