روى الفلسطيني إبراهيم سالم، ظروفا قاسية ولحظات مرعبة عاشها، بعد اعتقاله في سجون الجيش الإسرائيلي أثناء وجوده مع أطفاله وزوجته، بأحد مشافي غزة، حيث كانوا يتلقون العلاج إثر قصف منزلهم.
وقال سالم، 34 عاما، وهو يتذكر العذاب الذي تحمله خلال الأشهر الـ8 التي قضاها في السجن الإسرائيلي لشبكة 'CNN'، إن غارة جوية إسرائيلية ضربت منزله في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، في 8 ديسمبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 8 من أقاربه، وإصابة زوجته واثنين من أطفاله الثلاثة.
قاعدة عسكرية مظلمة في صحراء النقب
وبعد أربعة أيام، اعتقلت القوات الإسرائيلية سالم أثناء مداهمة، بينما كان يقيم مع أطفاله الذين كانوا يتلقون العلاج في وحدة العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان، شمال غزة.
وأضاف سالم في مقابلة أجريت معه في مخيم للنازحين بالمواصي جنوب غزة، أنه وفلسطينيون آخرون، في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، تم تقييدهم بالأصفاد وتعصيب أعينهم ونقلهم في شاحنات 'مثل الحيوانات'.
وتساءل سالم الذي لم يسمع أحد عنه لمدة 8 أشهر، عن تهمته ليتم اعتقاله، الذي أكد أنه ليس له أي علاقة بمجموعات المقاومة، وفي مايو، نشرت 'CNN' تحقيقا في سديه تيمان، وهي قاعدة عسكرية مظلمة في صحراء النقب الإسرائيلية بالقرب من حدود غزة، وتم احتجاز المعتقلين في ظروف قاسية، ومن بين الصور المنشورة صورة لسجين معصوب العينين، يقف خلف سياج شائك ويداه فوق رأسه، وفي اليوم الذي نُشر فيه التحقيق، تواصل وسيم شقيق سالم التوأم مع 'CNN'، قائلا إن الرجل في الصورة هو أخوه.
في 23 مايو، أبلغت المحكمة العليا الإسرائيلية سجا مشرقي، المحامية في اللجنة العامة لمناهضة التعذيب بإسرائيل، التي مثلت سالم، أنه موجود في سجن كتسيعوت، وهو منشأة احتجاز في النقب تديرها مصلحة السجون الإسرائيلية، وفي نهاية المطاف، أُطلق سراحه دون توجيه تهمة إليه في الأول من أغسطس.
وقال سالم في حديثه لشبكة 'CNN'، إنه كان هو بالفعل في الصورة، مضيفا أنه احتجز في البداية في منشأة سمع معتقلين فلسطينيين آخرين يشيرون إليها باسم سديه، قبل نقله إلى كتسيعوت' مضيفا: 'كنا نسمع صراخا ثم صوت رصاصة، يليه صمت، لقد كان كابوسا'.