تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، حيث يعلن جيش الاحتلال بين الحين والآخر عن استهداف أهداف تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ومن أبرز تلك العمليات قصف مقر الحزب مساء الجمعة، بالإضافة إلى إعلان اغتيال زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، بشكل رسمي.
وفي ليلة دامية ومتوترة، نفذت قوات الاحتلال هجومًا على لبنان في الساعات الأخيرة من الليل، مما أدى إلى تصعيد خطير في التوترات بالمنطقة.
بدأت العملية العسكرية للاحتلال في ساعات متأخرة من الليل، حيث استهدفت القوات المسلحة اللبنانية في المناطق الحدودية، مما أسفر عن اشتباكات عنيفة.
وشهدت العاصمة بيروت حالة من الاستنفار، حيث أصدرت السلطات اللبنانية تحذيرات للمدنيين بضرورة الابتعاد عن مناطق الاشتباك.
ماذا بعد اغتيال نصر الله.. هل يتوقف نتنياهو عن التوغل في لبنان؟
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية برية 'محددة الهدف والدقة' تستهدف مواقع لحزب الله في المنطقة القريبة من الحدود الجنوبية للبنان.
وأفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن وحدات كوماندوز خاصة من الجيش قد توغلت في الجانب اللبناني.
وذكر سكان محليون في بلدة عيتا الشعب الحدودية اللبنانية أنهم شهدوا قصفًا عنيفًا، بالإضافة إلى أصوات الطائرات المروحية والطائرات المسيرة في الأجواء كما أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الجيش الإسرائيلي نفذ غارة على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في محيط مدينة صيدا جنوبي لبنان.
وقال مسؤولان أمنيان فلسطينيان إن الغارة الإسرائيلية على مخيم عين الحلوة استهدفت منير مقدح، القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة فتح، وفقًا لما أفاد به قيادي من داخل المخيم لوكالة فرانس برس.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من قتل القيادي البارز في حزب الله، نبيل قاووق، في ظل تبادل مستمر للقصف بين الطرفين.
وأوضح بيان الجيش أن قاووق كان يُعتبر من المقربين من كبار قادة حزب الله، وشارك بشكل مباشر في تنفيذ هجمات إرهابية ضد إسرائيل ومواطنيها، حتى في الأيام الأخيرة.
تعتبر هذه الغارة الأولى على المخيم، الذي يُعد الأكبر بين العديد من المخيمات الفلسطينية في لبنان، منذ وقوع تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل قبل حوالي عام.
بدعم من إيران.. المقاومة تواصل مواجهة إسرائيل
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، قوله يوم الأحد إن 'فصائل المقاومة ستواصل مواجهة إسرائيل بدعم من إيران'، وذلك في تعليق على مقتل نصر الله.
كما أعلن حزب الله أنه استهدف، فجر يوم الإثنين، 'قوة مشاة إسرائيلية في موقع الصدح بقذائف المدفعية وحقق إصابات مباشرة'.
وأظهرت لقطات بعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل تزن 2000 رطل في تلك الهجمات، وفقًا لخبراء الأسلحة.
وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه 'تم القضاء على حسن نصرالله، زعيم حزب الله وأحد مؤسسيه، بالإضافة إلى علي كركي، قائد جبهة الجنوب في الحزب، وعدد من القادة الآخرين'.
وأضاف في بيان له: 'نفذت طائرات سلاح الجو غاراتها بتوجيه استخباري دقيق من هيئة الاستخبارات، مستهدفة المقر المركزي لحزب الله الذي يقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في الضاحية الجنوبية، وذلك في الوقت الذي كانت فيه قيادة حزب الله متواجدة داخل المقر وتنسق أنشطتها ضد المواطنين الإسرائيليين'.
وتابع متحدث باسم جيش الاحتلال في بيانه: 'على مدار 32 عامًا من قيادته لحزب الله، كان حسن نصرالله مسؤولًا عن مقتل عدد كبير من المواطنين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع، بالإضافة إلى تخطيط وتنفيذ الآلاف من العمليات ضد إسرائيل وفي مختلف أنحاء العالم'.
واصل قائلاً: 'كان حسن نصر الله هو صاحب القرار الرئيسي في التنظيم، وهو من يمتلك الكلمة النهائية في كل قرار استراتيجي يتخذه حزب الله، وأحيانًا في بعض القرارات التكتيكية أيضًا'؟
واختتم البيان بقوله: 'انضمت منظمة حزب الله وزعيمها حسن نصر الله إلى الحرب ضد إسرائيل في الثامن من أكتوبر، ومنذ ذلك الحين، واصل حزب الله هجماته على المواطنين الإسرائيليين، مما أدى إلى تصعيد الوضع في لبنان والمنطقة وسيستمر جيش الدفاع في استهداف كل من يروج أو يشارك في أعمال ضد مواطني دولة إسرائيل'.
آخر تطورات الأوضاع في لبنان
وفي يوم الجمعة الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ ما وصفه بـ'ضربة دقيقة' على مقر القيادة المركزي لجماعة 'حزب الله'، الذي يقع تحت المباني السكنية في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أدى إلى تدمير عدة مجمعات سكنية، ولم تتضح بعد الأعداد النهائية للضحايا والمصابين كما أفاد مصدر مقرب من 'حزب الله' لوكالة 'رويترز' بانقطاع الاتصال بالأمين العام للجماعة حسن نصر الله مساء الجمعة.
وفي صباح السبت الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استدعاء ثلاث كتائب من قوات الاحتياط لتعزيز دفاع القيادة المركزية، المسؤولة بشكل كبير عن منطقة الضفة الغربية.
أصدر الجيش بيانًا أفاد فيه أن هذه الخطوة جاءت بعد إجراء تقييم جديد، حيث سيتم نشر جنود الاحتياط لتنفيذ 'مهام عملياتية وتعزيز الدفاعات' في القيادة المركزية، وفقًا لما ذكرته صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل'.
من جهة أخرى، أعلن حزب الله اللبناني عن استهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد في شمال إسرائيل بصواريخ 'فادي 3'.
وأوضح الحزب في بيانه أن 'الهجمات جاءت ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على المدن والقرى والمدنيين في قطاع غزة ولبنان'.
كما أفادت وسائل إعلام عبرية بوقوع عدة انفجارات في وسط إسرائيل وتل أبيب نتيجة لصواريخ أُطلقت من الأراضي اللبنانية.
وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن صواريخ أُطلقت من لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة.
تقوم 'تل أبيب' بتعزيز قواتها البرية على الحدود الشمالية مع لبنان، في ظل تقارير تشير إلى احتمال تنفيذ اجتياح بري من قبل قوات الاحتلال.
وأفادت الإذاعة العبرية بأن جيش الاحتلال أكد أنه يجري تحقيقًا بشأن الانفجارات التي وقعت في وسط إسرائيل.
قتل رئيس شبكة حركة "حماس" الفلسطينية، أحمد محمد فهد
كما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت، أنه تمكن من قتل رئيس شبكة حركة 'حماس' الفلسطينية، أحمد محمد فهد، في جنوب سوريا مساء الجمعة ولم يقدم الجيش أي تفاصيل إضافية حول هذا الأمر.
وفي هذا السياق، أعرب جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، عن أسفه لعدم قدرة أي دولة على كبح جماح بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مصمم على القضاء على الحركات المسلحة في لبنان وغزة.
وحذر بوريل من أن الشرق الأوسط يواجه خطر اندلاع حرب شاملة، بعد أن استهدفت تل أبيب مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، في غارة غير مسبوقة تقول إسرائيل إنها كانت تستهدف أمين عام الحزب، حسن نصر الله.
وفي حديثه للصحفيين في نيويورك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الحرب الدموية في قطاع غزة، أعرب ممثل السياسة الخارجية الأوروبية عن أسفه لعدم قدرة أي دولة على إيقاف نتنياهو، الذي يواصل استهداف حماس وحزب الله في غزة ولبنان بغض النظر عن التكلفة.
وأضاف بوريل: 'إذا كان مفهوم التدمير هو نفسه الذي نشهده مع حماس، فإننا نتجه نحو حرب طويلة'، وفقاً لما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
في سياق متصل، قصفت المدفعية والدبابات الإسرائيلية بلدات الخيام وكفركلا والوزاني، مما يبدو أنه بداية اجتياح بري للجنوب اللبناني، في الوقت الذي قرر فيه الجيش الإسرائيلي إقامة منطقة عسكرية مغلقة شمال إسرائيل.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري أن هناك قصفاً مكثفاً من مدفعية الجيش من منطقة المطلة نحو الخيام في جنوب لبنان.
عمليات إخلاء في جنوب لبنان
ذكرت شبكة 'إن بي سي' أن مسؤولاً أميركياً أفاد بأن إسرائيل قامت بنشر خمسة ألوية على الحدود، لكن من غير المتوقع أن تتحرك جميعها.
وأوضح مسؤول أن إسرائيل بدأت بالفعل عمليات استطلاع ونشرت مهندسين للقيام بمهام مثل اختراق الحواجز، مشيراً إلى أن العملية الإسرائيلية في لبنان قد تبدأ الليلة وتستمر لعدة أيام، وليس لأسابيع، ضمن نطاق محدود.
كما دعا الجيش الإسرائيلي سكان مناطق الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى إخلائها على الفور، مؤكداً أنه سيقوم بعمليات قصف مكثف في هذه المناطق.
من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني لبناني للجزيرة بأن الجيش اللبناني أعاد انتشاره في نقاط حدودية استجابةً للتهديدات الإسرائيلية.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم 'يستعدون لعملية غزو بري وشيكة تركز على القرى القريبة من الحدود في جنوب لبنان'.
وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن 'الهدف من التوغل البري هو تطهير الحدود والسماح بعودة عشرات الآلاف من السكان'.
واصل الجيش الإسرائيلي، يوم الإثنين، تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية على 'أهداف تابعة لحزب الله' في لبنان، وذلك بعد أيام من مقتل حسن نصر الله في المقابل، نفى حزب الله اتخاذ 'إجراءات تنظيمية' داخل قيادته عقب مقتل الأمين العام.
وعلق حزب الله على ما وصفه بـ 'الأنباء المتداولة في بعض وسائل الإعلام حول إجراءات تنظيمية داخل قيادة الحزب بعد استشهاد نصر الله'، مشيراً إلى أن هذه الأنباء 'لا تحمل أهمية ولا يمكن الاعتماد عليها ما لم يصدر بيان رسمي من قيادة الحزب'.
في الساعات التي تلت منتصف الليل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت عشرات المواقع التابعة لحزب الله في منطقة البقاع اللبناني ومن بين الأهداف التي تعرضت للهجوم 'منصات إطلاق صواريخ ومبانٍ كانت تُستخدم لتخزين الأسلحة'، وفقاً لما ذكره موقع تايمز أوف إسرائيل.
كما أضاف الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع أخرى في جنوب لبنان 'يستخدمها حزب الله لتنفيذ عمليات إرهابية' ضد إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، شنت طائرة إسرائيلية مسيرة غارة على شقة في جنوب غرب بيروت، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفقاً لبيان نعي أصدرته الأخيرة، وتعتبر هذه الغارة الأولى على بيروت منذ فترة.
أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه اعترض هدفاً جوياً مشبوهاً دخل الأراضي الإسرائيلية من لبنان، مشيراً إلى أن صفارات الإنذار انطلقت في منطقة 'راموت نفتالي' نتيجة سقوط شظايا من نظام اعتراض الصواريخ.
كما ذكر الجيش أنه قصف حوالي 120 هدفاً إضافياً تابعاً لحزب الله في لبنان، في الوقت الذي استمرت فيه الجماعة اللبنانية بإطلاق صواريخها نحو إسرائيل، حيث رصد الجيش إطلاق 35 صاروخاً من لبنان باتجاه عكا.
وفي هذا السياق، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلاً: 'نقوم باستهداف التسلسل القيادي لحزب الله بشكل منهجي'، مضيفاً: 'نحن في طريقنا لتحقيق النصر في هذه الحرب، وتغيير موازين القوى في المنطقة سيفتح لنا آفاق تحالفات جديدة'.
ضحايا الضربات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان
من جانبها، أفادت السلطات الصحية اللبنانية بأن 105 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم جراء الضربات الجوية الإسرائيلية يوم الأحد. وأشارت وزارة الصحة إلى أن أكثر من ألف لبناني قد قتلوا وأصيب حوالي ستة آلاف خلال الأسبوعين الماضيين، دون تحديد عدد المدنيين بينهم كما ذكرت الحكومة أن مليون شخص، أي ما يعادل خُمس السكان، قد فروا من منازلهم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، عن مقتل أكثر من 20 قيادياً من حزب الله، بالإضافة إلى نصر الله، في الضربة التي استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية.
وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس، بأنه تم القضاء على أكثر من 20 إرهابياً من رتب مختلفة، كانوا مجتمعين في مقر تحت الأرض في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث كانوا يديرون العمليات القتالية ضد دولة إسرائيل، إلى جانب نصر الله وكركي.
وأشار إلى أن من بين القادة البارزين في حزب الله الذين تم القضاء عليهم، إبراهيم حسين جزيني، قائد وحدة تأمين نصر الله، وسمير توفيق ديب، المستشار الطويل الأمد لنصر الله في مجالات الإرهاب، وعبد الأمير محمد صبليني، المسؤول عن بناء القوة في حزب الله، وعلي نايف أيوب، المسؤول عن إدارة النيران في الحزب.
كما أكد مصدران أمنيان لوكالة رويترز أن غارة إسرائيلية على سهل البقاع في لبنان يوم الأحد أسفرت عن مقتل القيادي البارز في الجماعة الإسلامية، محمد دحروج.