تمكنت قوات الجيش السوداني وقوات موالية لها من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان بعد أكثر من عام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها. وتمثل استعادة الجيش السوداني لمدينة ود مدني أهمية إستراتيجية كبيرة إذ أنها تربط بين خمس ولايات سودانية وتتمتع بمكانة اقتصادية كبرى وعاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد وثاني أكبر المدن السودانية من حيث الكثافة السكانية وأقرب المدن للعاصمة الخرطوم، وكانت تعتمد عليها قوات الدعم السريع كمخازن للسلاح والعتاد.
يقول الخبير الاستراتيجي السوداني اللواء أمين إسماعيل مجذوب إن استعادة الجيش السوداني السيطرة على ود مدني بما لها من أهمية ومكانة استراتيجية وتغير ميزان القوى والوضع العسكري جاء نتيجة 'قطع خطوط الامداد عن قوات الدعم السريع واختفاء القيادة المركزية لها' إذ فقدت أغلبية القيادات المؤثرة في 'الدعم' وأصبحت كل مجموعة تتحرك من تلقاء نفسها.
تفتح الباب لمزيد من الانتصارات
ويؤكد الخبير العسكري السوداني في حديثة لـ RT على دور العامل الشعبي في عودة انتصارات الجيش السوداني ووجود 'رغبة حقيقية لدى الشعب السوداني على الانتقام من جرائم الدعم السريع التي ارتكبها في البلاد' وهو ما وفر المعلومات لقوات الجيش في عملياتها العسكرية، كاشفا عن أن قوات الدعم السريع 'ارتكبت خطأ كبيرا بدخولها قرى وأماكن لا تعرفها'. ويوضح خبير إدارة الأزمات والتفاوض في مركز البحوث الاستراتيجية أن استعادة الجيش السوداني ود مدني بمثابة 'ضربة قاصمة' لقوات الدعم السريع وأنها 'ستفتح الباب أمام الجيش لتحقيق المزيد من الانتصارات واستعادة السيطرة على المزيد من المدن' خلال الأيام المقبلة.
قطع الإمدادات عن الدعم السريع
ويرى الخبير الاستراتيجي أن الجيش السوداني نجح في قطع الامدادات الخارجية عن قوات الدعم السريع قبل البدء في تنفيذ تلك العمليات من خلال 'تعطيل مطار أم جرس الذي كانت تستقبل قوات الدعم الامدادات الخارجية عن طريقه' وتدمير الجيش السوداني لقاعدة الزُرق بشمال دارفور، وغلق الطرق نحو جنوب السودان، وان كل تلك الخطوات سببت 'اختناق لقوات الدعم السريع'.
ويرجح اللواء مجذوب أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة الكثير من الانتصارات للجيش السوداني واستعادة المزيد من المناطق والمدن التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بعد تحرك قوات الجيش نحو ولاية الخرطوم و'تحرك مجموعات أخرى من الجيش السوداني تجاه ولاية الفاشر لفك حصار الدعم السريع عنها'.
نقطة تحول في مستقبل الحرب
في حين يرى الكاتب والمحلل السياسي السوداني عثمان ميرغني أن استعادة الجيش السوداني سيطرته على مدينة ود مدني بمثابة 'نقطة تحول كبرى في الحرب في السودان' لأنها عاصمة ولاية الجزيرة وأحد أكبر مدن السودان، بالإضافة إلى أن 'موقعها في غاية الأهمية الاستراتيجية' وبحكم موقعها بين ولايات سنار والنيل الأزرق والخرطوم والقضارف التي تقع على الحدود السودانية الإثيوبية.
ويؤكد المحلل السياسي السوداني في حديثه لـ RT أن ولاية الجزيرة 'تعرضت لانتهاكات كبيرة من قوات الدعم السريع وعلى مدار عام كامل كانت بها عمليات سلب ومجازر كبرى أشهرها مجزر ودي النورة في يونيو 2024' وهي مجزرة كبيرة راح ضحيتها أكثر من 100 مواطن سوداني في هجوم لقوات الدعم السريع على قرية ود النورة في ولاية الجزيرة.
تفتح الباب لعودة النازحين
ويعتقد الكاتب السودان أن تحرير ود مدني سيكون لها دور كبير في عودة النازحين السودانيين وأن 'ملايين النازحين سيعودون مرة أخرى إلى ولاية الجزيرة بعد تحرير ود مدني' لأنها من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في السودان والتي فر منها أهلها والكثير ممن نزحوا إليها قبل دخول قوات الدعم السريع.