كريس هيدجز : ترامب يدمر أمريكا وسوف تكون نهايتها على يده

ترامب
ترامب

في مقاله الأخير أطلق الصحفي الأمريكي البارز والحائز على جائزة بوليتزر، كريس هيدجز، تصريحاً صادماً حول الوضع الراهن للإمبراطورية الأمريكية وما وصفه بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدمر الولايات المتحدة وسوف يكون نهاية أمريكا على يده، حيث شبّهها بالإمبراطوريات التي شهدت نهايات مأساوية في التاريخ. وفي مقاله الذي نشره بتاريخ 8 فبراير 2025 تحت عنوان "الإمبراطورية تدمر نفسها"، أعرب هيدجز عن قلقه العميق إزاء ما اعتبره علامات واضحة لانهيار الإمبراطورية الأمريكية، والتي تتجلى في تفشي الفساد، والإخفاقات العسكرية المتكررة، والتدهور الاقتصادي المتسارع، والقمع الحكومي المتزايد.

يرى هيدجز أن هذه الأعراض تشبه إلى حد كبير تلك التي عانت منها الإمبراطوريات السابقة في لحظاتها الأخيرة، حيث تدهورت الأوضاع الداخلية والخارجية بشكل تدريجي، مما أدى في النهاية إلى سقوطها وانهيارها. ويشير هيدجز إلى أن هذه الإمبراطورية، التي كانت ذات يوم قوة عظمى لا يشق لها غبار، تجد نفسها اليوم في حالة من الضعف والتدهور، حيث تعاني من مشاكل مستعصية على جميع الأصعدة. ويعتبر هيدجز أن تفشي الفساد المستشري في مؤسسات الدولة هو أحد أبرز علامات الانحدار، حيث يستغل المسؤولون مناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة. كما يشير إلى أن الإخفاقات العسكرية المتكررة في حروب غير ضرورية، والتي تشنها الإمبراطورية في مختلف أنحاء العالم، أدت إلى استنزاف مواردها وتشويه صورتها الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يلفت هيدجز الانتباه إلى التدهور الاقتصادي المتسارع، والذي يتجلى في ارتفاع معدلات البطالة والفقر، وتزايد الديون الحكومية، وانهيار البنية التحتية. ويرى أن هذا الوضع الاقتصادي المتردي ينذر بأزمة اجتماعية وشيكة، قد تؤدي إلى اضطرابات واسعة

إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية وعادلة

في معرض حديثه عن أسباب انهيار الإمبراطوريات عبر التاريخ، يرى الكاتب والصحفي الأمريكي كريس هيدجز أن الإمبراطورية الأمريكية ليست بمنأى عن هذا المصير، بل تسير على نفس الخطى التي سلكتها الإمبراطوريات السابقة نحو الزوال. ويشير هيدجز إلى أن مجموعة من الشخصيات، التي وصفها بالمليارديرات والفاشيين المسيحيين والمحتالين والمختلين عقلياً والمعتوهين والنرجسيين والمنحرفين، قد استولت على مؤسسات الدولة الرئيسية، بما في ذلك الكونجرس والبيت الأبيض والمحاكم.

ويرى هيدجز أن هؤلاء الأشخاص يعملون على تفكيك أجهزة الدولة، من خلال سياساتهم وقراراتهم التي تخدم مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة العامة. ويشبه هيدجز هذه العملية ب "إصابات يحدثها أصحابها بأنفسهم"، وهي صفة مشتركة بين جميع الإمبراطوريات التي انهارت في الماضي. ويوضح هيدجز أن هذه "الإصابات" ستؤدي في النهاية إلى شل وتدمير "مخالب السلطة"، أي الأدوات التي تستخدمها الإمبراطورية لفرض سيطرتها ونفوذها. وعندما يحدث ذلك، لن يتبقى للولايات المتحدة سوى أن تنهار مثل "بيت من ورق"، أي بشكل سريع وسهل، بسبب ضعفها وهشاشتها. ويعتبر هيدجز أن هذا الانهيار أمر حتمي، ما لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية لتغيير المسار الحالي. ويدعو إلى ضرورة التصدي لهذه المشاكل، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الوضع، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية وعادلة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أبومازن أمام قمة الاتحاد الأفريقي: واهم من يعتقد أنه من الممكن تنفيذ صفقة قرن جديدة