أكدت تقارير دولية إن إيران تجاوزت بالفعل العتبة النووية المسموح بها عندما رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن النسبة قد تصل إلى 86%، وهي مستويات قريبة جدًا من العتبة التي تتيح إنتاج سلاح نووي. الملف النووي الإيراني دخل مرحلة دقيقة، حيث تجد طهران نفسها أمام خيارات معقدة: التفاوض وفق الشروط الأميركية، التي لا تقتصر فقط على البرنامج النووي، بل تمتد إلى برنامج الصواريخ الباليستية ونفوذ طهران الإقليمي. هذه الشروط تعني عمليًا تقديم تنازلات كبيرة قد تؤدي إلى اهتزاز صورة النظام داخليًا.
سيناريو محفوف بالمخاطر
أو المواجهة والتصعيد النووي، وهو سيناريو محفوف بالمخاطر، إذ قد يؤدي إلى رد عسكري من إسرائيل أو الولايات المتحدة، ما قد يُعرّض النظام الإيراني لمصير مشابه لما حدث مع العراق أو سوريا عندما سعت هذه الدول إلى امتلاك قدرات نووية. يرى رئيس تحرير صحيفة إيران دبلوماتيك، عماد أبشناس، خلال حديثه إلى سكاي نيوز عربية أن هناك خيارًا ثالثًا يتمثل في التفاوض ولكن وفق الشروط الإيرانية، حيث يقول: "إذا كانت الولايات المتحدة جادة في التفاوض، فيجب أن تقتصر المحادثات على الملف النووي فقط، وليس إدراج قضايا أخرى مثل الصواريخ أو النفوذ الإقليمي". لكنه يشير أيضًا إلى أن الضربة العسكرية ليست حلاً سهلاً بالنسبة لواشنطن وتل أبيب، مضيفًا انه لو كان بإمكان الولايات المتحدة وإسرائيل القضاء على البرنامج النووي الإيراني دون تكلفة، لفعلتا ذلك منذ سنوات، لكنهما تدركان أن الرد الإيراني سيكون مكلفًا للغاية".