في خطوة مفاجئة للأوساط السياسية وقد تكون خطوة في الهواء بعد الهزائم العسكرية التي لحقت بقوات الدعم السريع، وقعت قوات الدعم السريع، السبت الماضي، على ميثاقٍ مثيرٍ للجدل مع مجموعة من الجماعات السياسية والمسلحة المتحالفة معها. هذا الميثاق، الذي يحمل اسم "حكومة سلام ووحدة"، يهدف إلى تشكيل إدارة جديدة في المناطق السودانية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
أهداف ميثاق "حكومة سلام ووحدة"
كشف الميثاق عن الخطوط العريضة لأهداف هذه الحكومة الجديدة ومطالبها الأساسية. فبحسب المعلومات التي نشرتها قناة العربية/الحدث، يرتكز الميثاق على عدة مبادئ أساسية، من بينها:
تأسيس دولة علمانية ديمقراطية: يسعى الميثاق إلى إقامة دولة مدنية حديثة في السودان، تقوم على مبادئ الحرية والمساواة والعدالة، وتفصل الدين عن الدولة.
تقرير المصير: يمنح الميثاق "الشعوب السودانية" الحق في تقرير مصيرها في حال عدم تبني العلمانية أو فصل الدين عن الدولة في الدستور الانتقالي أو الدائم للبلاد.
نظام حكم لا مركزي: يدعو الميثاق إلى إرساء نظام حكم ديمقراطي تعددي، يتم من خلاله اختيار الحكام عبر انتخابات حرة ونزيهة. كما يؤكد على أهمية تطبيق نظام حكم لا مركزي حقيقي، يمنح الأقاليم الحق في إدارة شؤونها المحلية، ويضمن المشاركة العادلة في السلطة والثروة.
ردود الفعل على الميثاق
أثار توقيع هذا الميثاق العديد من ردود الفعل المتباينة في الأوساط السياسية السودانية. ففي حين رحبت بعض الأطراف بهذه الخطوة، اعتبرتها أخرى محاولة لتعميق الانقسام في البلاد. ولا يزال الغموض يكتنف مستقبل هذا الميثاق وقدرته على تحقيق أهدافه المعلنة، خاصة في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها السودان.نص الميثاق على تأسيس وبناء دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية قائمة على الحرية والمساواة والعدالة وغير منحازة لأي هوية. كما أشار إلى منح الدستور ما أسماها الشعوب السودانية ممارسة حق تقرير المصير حال عدم الإقرار بالعلمانية أو النص بفصل الدين عن الدولة في الدستور الانتقالي والدائم للبلاد. كذلك نص على أن يكون الحكم في البلاد ديمقراطياً تعددياً تختار فيه الشعوب من يحكمها عبر انتخابات حرة ونزيهة مع تأسيس نظام حكم لا مركزي حقيقي يقوم على الاعتراف بالحق الأصيل لجميع الأقاليم في إدارة شؤونها على المستوى المحلي لضمان المشاركة الواسعة والعادلة للقواعد في كافة مستويات السلطة ويحقق التنمية المتوازنة والتوزيع العادل للسلطة والثروة.