في منشور حاد ومثير للجدل نشرته الإعلامية السودانية على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك'، أثارت الإعلامية المعروفة عاصفة من النقاشات والانتقادات اللاذعة. وقد وجهت أوشي سهام نقدها الحادة والمباشرة إلى قيادات الدولة السودانية، معبرة عن استيائها العميق من الأداء الحالي للحكومة في ظل التدهور المريع للأوضاع الإنسانية التي تشهدها البلاد. وفي سياق تعليقها القوي، اتهمت أوشي أعضاء مجلس السيادة بشكل خاص بأنهم 'أسرى لرغباتهم الشخصية ومصالحهم الذاتية'، مشيرة إلى أن هذه الانشغالات الفردية تأتي على حساب الاهتمام بالوضع المأساوي للمواطنين السودانيين الذين يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية ومتفاقمة. وقد لاقى هذا المنشور تفاعلاً واسعاً النطاق بين المستخدمين، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد لما طرحته الإعلامية من انتقادات وبين معارض لها، مما أدى إلى اتساع دائرة الجدل حول مسؤولية القيادات السياسية في مواجهة الأزمة الإنسانية الراهنة في السودان.
رشان اوشى
أعربت رشان اوشي عن استيائها الشديد إزاء حالة اللامبالاة والتقاعس التي تشوب أداء المسؤولين، مؤكدة أن هذا الإهمال المتفشي في العمل قد فاقم بشكل كبير من معاناة المواطنين السودانيين. وفي خضم هذه الأوضاع المتردية، يعيش النازحون ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة والتعقيد، حيث تتفاقم معاناتهم بشكل خاص في معسكر زمزم. وقد شهد هذا المعسكر في الساعات القليلة الماضية أحداثاً مروعة، تمثلت في سقوط مئات القتلى من المدنيين الأبرياء، الأمر الذي يستدعي تحركاً عاجلاً وفعالاً من جميع الأطراف المعنية لوقف هذا النزيف البشري المروع وتقديم الحماية اللازمة للنازحين. ورغم فداحة الخسائر البشرية والأوضاع الكارثية التي يواجهها هؤلاء النازحون، لا يزال المجتمع الدولي والجهات المسؤولة يلتزمون الصمت والتقاعس، وكأن شيئاً لم يحدث، مما يثير علامات استفهام حول مدى جدية هذه الأطراف في التعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان.
رأت رشان اوشي أن هناك فجوة واسعة وتناقضًا صارخًا بين الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها المواطنون وبين مظاهر البذخ والاحتفالات التي يمارسها المسؤولون. وقد وجهت اوشي انتقادات حادة ومباشرة إلى عضو مجلس السيادة عبد الله يحي، معربة عن استيائها من تعامله مع الكارثة التي حلت بالفاشر. ووصفت تجاهله لهذه الأزمة وانشغاله بأمور 'سطحية' بأنه أمر غير مقبول، مشيرة إلى أن مثل هذا السلوك يعكس عدم اكتراث بمعاناة الشعب والأولويات الحقيقية التي يجب على المسؤولين التركيز عليها في مثل هذه الظروف الصعبة.
أعادت رشان أوشي صياغة انتقاداتها اللاذعة لسلوك بعض قادة المرحلة الحالية، واصفة تصرفاتهم بـ 'الفضائح' التي تستدعي منهم مراجعة جادة لأولوياتهم. وشددت على ضرورة توقف هؤلاء القادة عما وصفته بـ 'العبث'، مطالبة إياهم بالالتفات الحقيقي إلى المعاناة القاسية التي تعيشها أسرهم وعموم الشعب. وأشارت أوشي بأسى إلى المفارقة المؤلمة المتمثلة في أن الذين أوصلوا هؤلاء القادة إلى مواقع السلطة والنفوذ، يواجهون اليوم الموت بصمت داخل مخيمات النزوح القسري، وهم محرومون حتى من أبسط حقوقهم الإنسانية، كالحصول على واجب العزاء في فقدانهم. وبذلك، رسمت أوشي صورة قاتمة للواقع الذي يعيشه النازحون، في مقابل تجاهل قادتهم الذين يدينون لهم بالفضل في صعودهم.
في ختام تدوينتها العميقة، خصّت الفنانة رشان أوشي بالذكر والثناء المبادرات الفنية الخلاقة التي انطلقت من رحاب مدينة ود مدني، مركزة بشكل خاص على جهود مجموعة 'تومات مدني' الفنية. وقد أكدت أوشي على الأهمية القصوى التي يضطلع بها الفن في خضم معركة الكرامة الراهنة، مشددة على قدرة الإبداع على بث الروح المعنوية وتوحيد الصفوف. وفي سياق رؤيتها هذه، دعت الفنانة كافة أطياف المجتمع إلى التضافر والتعاضد في سبيل تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في استعادة الوطن وعزته، مؤكدة على أن الوحدة والتكاتف هما السبيل الأمثل لتحقيق النصر المنشود.