في حادثة غير مسبوقة تعكس عمق الانقسام داخل المجتمع اليهودي في إسرائيل، تعرض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وزوجته أيالا لهجوم من قبل العشرات من أعضاء جماعات يهودية متشددة، وذلك في أثناء مرورهم في بلدة بيت نتيف غرب القدس.
وبحسب روايات شهود عيان وتقارير إعلامية محلية، فقد لاحظ بن غفير في أثناء مروره رسومات لعلم فلسطين على أحد الجدران في المنطقة، فتوقف وأبلغ الشرطة الإسرائيلية عن الأمر، إلا أن ذلك أثار حفيظة عدد من أبناء الجماعة الدينية التي تعارض الصهيونية علنًا، وتُعرف برفضها لدولة إسرائيل ككيان سياسي.
وفي غضون دقائق، تجمهر عشرات من أعضاء ناطوري كارتا حول بن غفير، وبدأوا بهتافات غاضبة منها: صهيوني، قاتل، وأنت تؤيد التجنيد للجيش، كما تم توجيه مطالبات مباشرة له بمغادرة المكان فورًا، وسط أجواء متوترة وتصعيد كلامي حاد.
وأفادت المصادر بأن بعض أفراد المجموعة حاولوا الاعتداء الجسدي على الوزير، فيما تعرضت زوجته أيالا لاعتداء مباشر من قِبل امرأة كانت ضمن الحشد.
عند وصول قوات الشرطة الإسرائيلية إلى المكان، تصاعدت حدة الاشتباك حيث استخدمت الشرطة القنابل الصوتية لتفريق المحتجين والسيطرة على الوضع.
وتعكس هذه الحادثة توترًا داخليًا مستمرًا بين التيارات الدينية اليهودية المتشددة، مثل "ناطوري كارتا"، والتي ترفض شرعية الدولة الإسرائيلية وتُعارض التجنيد الإجباري، وبين التيارات القومية والدينية اليمينية التي يمثلها بن غفير.