ads

حكومة نتنياهو على المحك: أزمة تجنيد "الحريديم" تهدد بتفكيك الائتلاف وسط تواصل محاكمة رئيس الوزراء

نتنياهو
نتنياهو

يواجه الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خطر التفكك الوشيك في ظل تصاعد حدة الخلافات مع الأحزاب 'الحريدية' المتدينة المتشددة بشأن قضية تجنيد اليهود المتدينين في الجيش الإسرائيلي. وقد بلغ الخلاف ذروته برفض قادة هذه الأحزاب تلقي اتصالات من نتنياهو في محاولة لرأب الصدع، في حين تتواصل محاكمة نتنياهو وتدخل مرحلة حاسمة، مما يزيد من الضغوط على حكومته.

أزمة التجنيد: "الحريديم" يصرون على الإعفاء

تصر الأحزاب الحريدية على تمرير قانون في الكنيست ينص صراحة على إعفاء 'الحريديم' من التجنيد الإلزامي، وذلك في ظل حاجة الجيش الإسرائيلي الماسة للمزيد من القوى البشرية مع استمرار الحرب على قطاع غزة لأكثر من 18 شهرًا. هذه المطالب خلقت خلافات واسعة داخل الائتلاف، حيث يرى الجيش والعديد من الأطراف السياسية ضرورة تجنيد كافة شرائح المجتمع لسد النقص الحاد.

وعقد ليل الثلاثاء - الأربعاء اجتماع بين رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، بولي إدلشتاين، وممثلين عن الأحزاب الحريدية. وعلى الرغم من محاولات صحافيين مقربين من نتنياهو الإيحاء بأن الاجتماع كان 'جيدًا'، إلا أنه سرعان ما تبين أنه انتهى بـ'فشل ذريع'، مع تمسك كل طرف بمواقفه.

تلويح بحل الكنيست وانتخابات مبكرة

فشلت محاولات إدلشتاين للتوصل إلى حل وسط خلال المفاوضات مع 'الحريديم'، حيث نفت مصادر من تلك الأحزاب تقديمه حلولًا فعلية. هذا الأمر دفع الأحزاب المتشددة إلى التمسك بخيارها والتلويح بحل الكنيست، مما يعني التوجه نحو انتخابات برلمانية جديدة.

وبحسب صحيفة 'معاريف' العبرية، تلقى عضو الكنيست موشيه غافني، رئيس كتلة حزب 'يهدوت هتوراة' (أحد الأحزاب الحريدية)، تعليمات من القيادة الدينية للحزب بتأييد قانون حل الكنيست. يمتلك الائتلاف الحكومي 68 مقعدًا من أصل 120 في الكنيست، منها 7 مقاعد لحزب 'يهدوت هتوراة' و11 مقعدًا لحزب 'شاس'.

وكشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' أن الزعيم الروحي للقيادة الدينية للحزب الحريدي، دوف لاندو، رفض الرد على اتصال من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما رفض الحاخام موشيه هيلل هيرش اتصالًا مماثلًا. ومن المتوقع أن يتدخل نتنياهو بشكل أقوى في هذه القضية خلال الساعات والأيام المقبلة.

إحباط 'الحريديم' من الائتلاف وسياسة نتنياهو

وفقًا لـ'يديعوت أحرونوت'، بلغ إحباط ممثلي 'الحريديم' من سلوك الائتلاف الحكومي ذروته، بعد قرابة عامين ساد خلالهما شعور يائس بالفشل. يرون أنه كان من الممكن إقرار الإعفاء من التجنيد بسهولة نسبية في بداية عمل الائتلاف، لولا مسار الإصلاح القانوني الذي طبقه نتنياهو، والذي اعتبره معارضوه 'انقلابًا على المنظومة القضائية'.

وتشير الصحيفة إلى أن إدلشتاين، بدعم من منظمات جنود الاحتياط، يتمتع بصلاحية وضع وصياغة قانون تجنيد صارم يتضمن عقوبات على المتخلفين. هذا القانون، الذي يرفضه 'الحريديم'، يهدف إلى تقليل عدم المساواة في التجنيد ويتوافق مع الواقع الأمني الإسرائيلي لعام 2025 في ظل الحرب على غزة والتحديات على جبهات أخرى، مما يجعل إدلشتاين يرى لدوره أهمية تاريخية في هذا السياق.

اتهامات لإدلشتاين وتصاعد الصراعات الداخلية

في أعقاب فشل إدلشتاين في إقناع 'الحريديم' بتمرير قانون التجنيد، صرح مصدر من حزب نتنياهو (الليكود) بأنه يحمله المسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق، مما قد يشير إلى نية إقالة إدلشتاين من منصبه.

وكان نتنياهو قد وضع إدلشتاين في منصب رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست كخطوة انتقامية منه، وذلك بعد معارضته لنتنياهو قبل الانتخابات الأخيرة ومنافسته على رئاسة حزب الليكود. وباتت هناك أصوات داخل الليكود وأطراف أخرى في الحكومة الإسرائيلية تتهم إدلشتاين بأنه يسعى فعليًا لتفكيك الائتلاف الحكومي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً