في أول ظهور متلفز له منذ مارس، أطل المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، الجمعة، ليعلن جاهزية الحركة "لمعركة استنزاف طويلة ضد إسرائيل". وهدد أبو عبيدة بأن الكتائب تعمل على تنفيذ عمليات "نوعية" وأسر جنود إسرائيليين في إطار الحرب المستمرة على قطاع غزة.
خسائر بشرية واضطرابات نفسية في صفوف الجيش الإسرائيلي
أكد أبو عبيدة أن "المجاهدين نجحوا في إيقاع مئات الجنود بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى آلاف المصابين باضطرابات نفسية، منذ استئناف العدوان قبل أربعة أشهر". وشدد على أن قيادة القسام تعتمد في هذه المرحلة على استراتيجية تقوم على "تنفيذ عمليات نوعية، ومحاولات أسر جنود، وإيقاع مقتلة واسعة في صفوف الاحتلال، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة".
وكشف أبو عبيدة أن مقاتلي القسام حاولوا في الأسابيع الأخيرة تنفيذ عمليات أسر لجنود إسرائيليين، ضمن "تكتيكات ميدانية متطورة تم تطويرها بعد استخلاص العبر من أطول حرب ومواجهة في تاريخ الشعب الفلسطيني".
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، إصابة اثنين من جنوده بجروح خطيرة شمال قطاع غزة. كما سبق أن أعلن الجيش، الاثنين الماضي، مقتل ثلاثة جنود وإصابة ضابط بجروح خطيرة في معارك شمال القطاع.
"مقاومة غزة أعظم مدرسة عسكرية" وجاهزية قتالية مستمرة
وشدد المتحدث باسم القسام على أن "مقاومة غزة تمثل أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر". وأكد أن كتائب القسام في "جاهزية كاملة لمواصلة القتال مهما تغير شكل العدوان وخطط الاحتلال".
ملف الأسرى: اتهام لحكومة نتنياهو بالتخلي عن جنودها
فيما يتعلق بملف الأسرى، أكد أبو عبيدة أن كتائب القسام عرضت مرارًا خلال الأشهر الماضية إبرام صفقة شاملة "يتم بموجبها تسليم جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة، لكن حكومة نتنياهو رفضت ذلك". وأضاف: "اتضح لنا أن حكومة العدو ليست معنية فعليًا باستعادة جنودها الأسرى، وهو ما يثبت تخليها عنهم".
وتابع: "ندعم بكل قوة موقف وفد المقاومة الفلسطيني في المفاوضات غير المباشرة، ونراقب مجريات التفاوض، آملين أن تفضي إلى صفقة تضمن وقف حرب الإبادة وانسحاب الاحتلال وإغاثة أهلنا".
تأتي هذه التصريحات في ظل تقارير إعلامية متضاربة حول قرب التوصل لاتفاق. حيث نقلت "القناة 13" الإسرائيلية، الجمعة، عن المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، أن إسرائيل وحماس اقتربتا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. فيما نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي عن مصدرين أن قطر ومصر والولايات المتحدة قدمت المقترح المحدث لوقف إطلاق النار في غزة للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. كما ذكرت "القناة 12" الإسرائيلية عن مصادر أن الوسطاء القطريين قدموا لإسرائيل وحركة حماس مقترحًا محدثًا يتضمن التقدم المحرز خلال الأيام العشرة الماضية، وقد وقعته أيضًا مصر والولايات المتحدة.
تحذير: استمرار الحرب يعني "استقبال جنائز الجنود"
وفي ختام كلمته، حذر أبو عبيدة من أن "إصرار حكومة العدو على استمرار حرب الإبادة يعني أنها قررت أيضًا استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط". ولفت إلى أن الاحتلال يتلقى دعمًا غير محدود من "أقوى قوى الظلم في العالم" في صورة قوافل من السلاح والذخيرة.