ads
ads

أحداث السويداء تسلط الضوء على تحالفات "قسد" والعشائر

قسد
قسد

أثارت الأحداث الأخيرة في السويداء، والتي شهدت اشتباكات دموية بين فصائل محلية درزية وقبائل بدوية موالية للقوات الحكومية في دمشق، تساؤلات حول إمكانية تكرار هذا السيناريو في مناطق أخرى من البلاد. تصاعدت التكهنات بعد انضمام آلاف المقاتلين من العشائر إلى جبهات السويداء، قادمين من محافظات حلب ودير الزور والرقة، وهي مناطق تتقاسم السيطرة عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية. هذا التحرك الجماعي أثار احتمال اندلاع انتفاضة عشائرية ضد "قسد" المدعومة أميركياً في شرق وشمال البلاد.

هل تنتقل شرارة السويداء إلى الشمال والشرق؟

يرى شيخ مشايخ قبيلة شمر العربية، الشيخ مانع حميدي دهام الجربا، أن الربط بين أحداث السويداء والوضع في منطقة الجزيرة السورية غير وارد. وقد أشاد الجربا بدور "قسد" وقائدها الجنرال مظلوم عبدي في تحقيق توافقات سياسية، مؤكداً على الشراكة التي أدت إلى تفاهمات تاريخية للمنطقة. وتُعد قبيلة شمر، التي تتمركز بشكل رئيسي في محافظة الحسكة، شريكاً مؤسساً في "قسد" من خلال قوات "الصناديد" التي تأسست عام 2013 وتضم آلاف المقاتلين. ويؤكد الشيخ مانع على روح "التآخي" بين جميع مكونات المنطقة.

"قسد" وتحالفاتها العشائرية

منذ تأسيسها في أكتوبر 2015، عرفت "قسد" نفسها بأنها "قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين، تجمع العرب والكرد والسريان، وجميع المكونات الأخرى". وقد وقع قائدها مظلوم عبدي اتفاقاً يقضي بدمج قواته وإدارته المدنية في هياكل مؤسسات الدولة مع نهاية هذا العام.

وفي هذا السياق، أوضح بدر ملا رشيد، الباحث المختص بالشأن الكردي في مركز "رامان" للبحوث، أن "قسد" اعتمدت في إعلانها على تحالفات مع مجالس عسكرية عربية ذات طابع عشائري. ورغم اعترافه بأن أحداث السويداء قد تؤثر على تحالفات شمال شرق البلاد، إلا أنه استبعد فرضية وقوع انتفاضة عشائرية واسعة في ظل الظروف الحالية.

استقرار مدعوم دولياً وعوامل محلية

أشار ملا رشيد إلى عدة عوامل تستبعد تكرار سيناريو السويداء في شمال شرق البلاد، منها الجهود الأميركية لتثبيت الاستقرار ورفع جزئي للعقوبات الاقتصادية. كما لفت إلى غياب فصيل عسكري محلي يدعم هذا الاتجاه، وعدم وجود طرف إقليمي يدعم مواجهات شاملة. وتُعد هذه المنطقة الأكثر استقراراً مقارنة بالمناطق الأخرى، وفقاً لأكرم محشوش الزوبع، رئيس مجلس الأعيان في الإدارة الذاتية ومستشار قبيلة الجبور العربية.

وحدة الأرض والشعب

تنتشر في منطقتي الجزيرة والفرات قبائل وعشائر عربية بارزة، وقد عانت هذه القبائل من انقسامات حادة خلال سنوات الحرب. ومع ذلك، يؤكد أكرم محشوش الزوبع على أن الدعوات والتحركات التي تسعى لإثارة الفتنة بين "قسد" والعشائر المحلية لا تمثل قيم العشائر. وشدد على امتزاج دماء مكونات المنطقة من العرب والكرد والمسيحيين في مقاومة الإرهاب، مؤكداً على أنهم سيبقون "شعباً واحداً وحريصين على بلدنا وقواتنا". ولفت إلى أن "قسد" تمثل جميع المكونات، وأن أصحاب الأرض هم من يقررون مصيرهم، وليس صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكداً على وحدة وسلامة الأراضي السورية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً