ads
ads

زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل يناشد ترامب التدخل العسكري ضد نظام الشرع

أحمد الشرع
أحمد الشرع

في تحرك غير مسبوق، وجه الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، نداءً عاجلاً إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطالبًا إياه بحماية الأقلية الدرزية في السويداء بسوريا من "استمرار المجازر" التي تُرتكب بحقهم. يأتي هذا النداء في ظل تصاعد العنف في المنطقة وتورط أطراف إقليمية ودولية.

تفاصيل الرسالة ومضامينها

في رسالة خاصة أُرسلت إلى الرئيس ترامب عبر السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أعرب الشيخ طريف عن قلقه البالغ إزاء الوضع في السويداء. وذكر في رسالته أن "على الولايات المتحدة أن تحمي الأقلية الدرزية في سوريا من استمرار المجازر التي ترتكبها ميليشيات متطرفة دون وجود سلطة حكومية قادرة على السيطرة على الوضع".

ولم يتردد الشيخ طريف في استخدام لغة حادة لوصف المشهد، قائلًا: "نحن نواجه مشاهد مروعة من إبادة جماعية، في هجوم شرير على المدنيين الدروز الأبرياء – والولايات المتحدة، زعيمة العالم الحر، تسمح بحدوث ذلك وتغض الطرف". وأضاف: "لا يُعقل أن تتجاهل هذه الأفعال المروعة في سبيل فرض سلطة حكم وسحق جميع الحقوق المدنية، عبر ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية".

خلفية الأزمة في السويداء وتدخلات دولية

تأتي مناشدة طريف على خلفية اشتباكات وهجمات عنيفة وقعت مؤخرًا في منطقة السويداء بين عشائر البدو وجماعات مسلحة من الدروز جنوب غربي سوريا. كانت القوات الحكومية قد تدخلت في محاولة لـ "فض النزاع"، لكنها انسحبت لاحقًا إثر اتفاق أولي.

وفي تطور موازٍ، أعلن توم باراك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، في وقت سابق من اليوم، عن دخول وقف إطلاق النار بين الفصائل المختلفة في السويداء حيز التنفيذ عند الساعة 17:00. وأشار باراك إلى أن الخطوة التالية ستكون تبادل الأسرى بين الطرفين، وأن الترتيبات اللوجستية لذلك تجري حاليًا.

تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي في سياق تغييرات محتملة في السياسة الأمريكية تجاه سوريا. فقد حافظ الرئيس ترامب مؤخرًا على علاقات وثيقة مع الرئيس السوري أحمد الشرع. كما أعلن البيت الأبيض قبل أقل من شهر أن الرئيس ترامب وقع على "مرسوم تاريخي" يلغي برنامج العقوبات على سوريا، دعمًا لـ "طريق الدولة نحو الاستقرار والسلام"، وهو مرسوم أعلنه ترامب خلال زيارته إلى السعودية قبل نحو شهرين.

بالإضافة إلى ذلك، شنت إسرائيل يوم الأربعاء غارات كثيفة على مناطق مختلفة في سوريا، مستهدفة منشآت وبنى تحتية عسكرية سورية كان أبرزها مبنى هيئة الأركان وسط العاصمة وقصر الشعب المطل من الجبال المحيطة بدمشق. وقالت إسرائيل إن هذه الغارات جاءت "دفاعًا عن الدروز" و"حماية لأمنها"، متعهدة بمواصلة "التصرف حسب الضرورة".

تساؤلات حول الدور الأمريكي المستقبلي

يثير نداء الشيخ طريف والتحركات الأخيرة تساؤلات حول الدور الذي ستلعبه الإدارة الأمريكية في حماية الأقليات في سوريا، لا سيما بعد قرار إلغاء العقوبات ومساعي واشنطن المعلنة لدعم الاستقرار. فهل ستكتفي الولايات المتحدة بدور الوسيط في وقف إطلاق النار، أم ستتجاوز ذلك لتقديم حماية مباشرة للأقلية الدرزية، خاصة في ظل استمرار التوترات والتدخلات الإقليمية؟

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً