أعلنت حركة حماس فجر الخميس أنها سلمت الوسطاء ردها الرسمي على المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يمتد لستين يومًا. ويأتي هذا التطور في إطار المفاوضات غير المباشرة الجارية بين الطرفين في قطر، ويحمل الرد تعديلات جوهرية تتعلق بضمانات وقف إطلاق نار دائم، خرائط الانسحاب الإسرائيلي، وأعداد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، بالإضافة إلى آليات إدخال المساعدات الإنسانية.
تفاصيل رد حماس وتعديلاتها
أفادت مصادر فلسطينية مطلعة على سير المفاوضات أن رد حماس، الذي يشمل أيضًا موقف الفصائل الفلسطينية، تضمن تعديلات أساسية تهدف إلى تحقيق وقف دائم للأعمال العدائية. ومن أبرز النقاط التي ركزت عليها حماس في ردها:
ضمانات وقف إطلاق نار دائم: تطالب حماس بضمانات واضحة وكاملة لوقف الحرب بشكل دائم، وهو ما يمثل نقطة محورية في المفاوضات.
خرائط الانسحاب العسكري الإسرائيلي: طالبت الحركة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي، مؤكدة على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية ومن طريق صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه. كما اشترطت الحركة بقاء قوات عسكرية إسرائيلية بحد أقصى 800 متر عمقًا في كافة المناطق الحدودية الشرقية والشمالية للقطاع.
ملف تبادل الأسرى: طالبت حماس بزيادة أعداد الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل كل جندي إسرائيلي حي.
دخول المساعدات الإنسانية: تناول الرد بشكل رئيسي ملف دخول المساعدات إلى قطاع غزة، مع التأكيد على ضرورة دخولها عبر منافذها الطبيعية وتجاوز التعنت الإسرائيلي بشأن عمل الوكلاء الأمميين، والاتفاق على آليات التوزيع.
ردود فعل إيجابية ومرحلة حاسمة
وصف مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات رد حماس بأنه "إيجابي"، مؤكدًا توافق مضمون الرد مع ما ذكرته المصادر. من جانبه، أفاد مصدر مصري مطلع الأربعاء بأن اتفاق "هدنة غزة" في "مراحله الأخيرة وقد يعلن خلال أيام قليلة"، مشيرًا إلى أن حماس وافقت على المقترح بشكل مبدئي وأن المناقشات الأخيرة جارية بشأن الرد.
وبحسب المصدر المصري، فقد "وصل الاتفاق للمرحلة الأخيرة لتوقيعه، وقبل الطرفان (حماس وإسرائيل) بالخرائط الأمنية؛ ولم يتبق إلا بحث الإجراءات الفنية الأخيرة لتنفيذ الاتفاق والإعلان عنه". وأضاف أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سيصل المنطقة عقب زيارته لروما لإتمام الاتفاق والإشراف على المراحل الأخيرة لآليات التنفيذ وإجراءات التدابير وإدخال المساعدات.
تحديات التنفيذ ومتابعة الوسطاء
يواجه الاتفاق المحتمل تحديات تتعلق بضمان عدم حدوث خروقات، خاصة في المراحل الأولى من التنفيذ. نبه المصدر المصري إلى أنه "وارد بعد بدء الاتفاق، حدوث خروقات خصوصًا في المراحل الأولى، لا سيما من إسرائيل". وإزاء ذلك، سيتابع الوسيطان المصري والأمريكي آليات التنفيذ عن كثب، بالإضافة إلى مشاركة قطرية في متابعة دخول المساعدات.
وتشير التقديرات إلى أن الاتفاق قد يُعلن خلال أيام قليلة، مع ترجيحات بأن يكون مع بداية الأسبوع المقبل. وقد يرتبط أي تأخير محتمل بتحصين الصفقة من أي خروقات محتملة، رغم وجود موافقة إسرائيلية على المضي قدمًا في الاتفاق. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وويتكوف الاتفاق إلى جانب الوسيطين المصري والقطري، اللذين يعملان حاليًا على "تحصين الاتفاق من أي خروقات متوقعة".