تواجه الصين تحدياً ديموغرافياً حاداً، مع انخفاض معدل الخصوبة إلى مستويات تُعد من بين الأدنى على مستوى العالم، وهو ما يشكل أزمة سكانية كبيرة تواجه الرئيس الصيني شي جين بينغ، وفق تقرير لمجلة نيوزويك الأمريكية.
وأوضحت المجلة أن انخفاض معدل الولادات لكل امرأة يعزى إلى عدة عوامل، من بينها ثقافة العمل الشاقة والتنافسية، والتمييز في أماكن العمل، والخوف من فقدان الوظيفة، إضافة إلى الارتفاع الكبير في تكاليف المعيشة.
وأشار التقرير إلى أن صانعي السياسات الصينيين يشعرون بالقلق من فقدان ثاني أكبر اقتصاد في العالم لعنصر الحيوية، مع تزايد شيخوخة القوة العاملة، ما دفع المسؤولين إلى اعتبار زيادة معدل المواليد أولوية وطنية.
واستعرضت المجلة بعض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية لتعزيز الخصوبة، منها تقديم علاوة مالية سنوية قدرها 3600 يوان، أي نحو 500 دولار، تُصرف عن كل طفل يولد اعتباراً من 1 يناير 2025، على أن تستمر لنفس الطفل حتى بلوغه عامه الثالث. كما أعلنت السلطات أنه ابتداءً من عام 2026 سيتمكن الأزواج من استرداد جميع المصروفات القياسية المتعلقة بالفحوصات الطبية خلال فترة الحمل، إضافة إلى نفقات الولادة.
كما تم تمديد فترة إجازة الأمومة في الصين إلى ما لا يقل عن 158 يوماً، في محاولة لتشجيع الأسر على إنجاب المزيد من الأطفال.
ورغم هذه الإجراءات، اعتبر باحثون من بينهم مختصون في جامعة ويسكونسن ماديسون الأمريكية أن هذه التدابير جاءت متأخرة، وأن أثرها على رفع معدلات الخصوبة قد يكون محدوداً، مما يسلط الضوء على تحديات ديموغرافية معقدة تواجه البلاد على المدى الطويل.