أصدر مجلس الأمن الدولي بيانًا حازمًا، الأربعاء، يرفض فيه إعلان قوات الدعم السريع عن تأسيس سلطة حكم موازية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مُعربًا عن قلقه البالغ من أن هذه الخطوة قد تُهدد وحدة السودان وسلامة أراضيه.
وخلال بيان تم إقراره بالإجماع، أكد أعضاء المجلس الخمسة عشر أن هذه الإجراءات الأحادية تُعد تهديدًا مباشرًا لاستقرار السودان ووحدته، كما أنها قد تُفاقم من الصراع الدائر وتؤدي إلى تشرذم البلاد، مما سيزيد من تردي الأوضاع الإنسانية.
وشدد المجلس على التزامه بسيادة السودان واستقلاله، مؤكدًا أن الأولوية القصوى هي العودة إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإيجاد حل سياسي شامل يُمهد الطريق نحو حكومة وطنية منتخبة ديمقراطيًا.
مطالبة برفع الحصار عن الفاشر وتسهيل وصول المساعدات
أشار أعضاء المجلس في بيانهم إلى القرار 2736، الذي يطالب قوات الدعم السريع برفع حصارها عن مدينة الفاشر، والدعوة إلى وقف فوري للقتال في المنطقة، حيث تخشى الأمم المتحدة من تفشي المجاعة وانعدام الأمن الغذائي.
كما عبر المجلس عن قلقه من التقارير التي تتحدث عن تجدد هجوم قوات الدعم السريع على الفاشر، مطالبًا إياها بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المدينة.
إدانة الهجمات على المدنيين والدعوة لحماية السكان
في سياق متصل، أدان مجلس الأمن الهجمات التي شهدها إقليم كردفان في الأسابيع الماضية، والتي تسببت في مقتل عدد كبير من المدنيين، وحث جميع الأطراف على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
ودعا المجلس إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن، مُطالبًا كل أطراف النزاع بحماية المدنيين والوفاء بالتزاماتهم بموجب إعلان جدة وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. كما شدد على ضرورة محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات الجسيمة.
دعوة للمجتمع الدولي بعدم التدخل الخارجي
وفي ختام البيان، حث أعضاء مجلس الأمن جميع الدول الأعضاء على الامتناع عن أي تدخل خارجي قد يؤجج الصراع في السودان، ودعم جهود تحقيق السلام الدائم.
وجدد المجلس دعمه الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام، رمطان لعمامرة، في مساعيه الرامية إلى إيجاد حل مستدام للصراع عبر الحوار، مؤكدًا تضامنه مع الشعب السوداني في تطلعه نحو استعادة السلام والأمن والاستقرار في بلده.