يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختبارًا حاسمًا في قمته المرتقبة مع نظيره الروسي في ألاسكا، وسط تعهداته بإنهاء الحرب في أوكرانيا. ويُطلق الرئيس الأمريكي على نفسه لقب "صانع الصفقات"، إلا أن قمة ألاسكا، التي وصفها بأنها عالية المخاطر، ستكون المحك الحقيقي لهذا الوصف.
وخلال حملته الانتخابية، تعهد الرئيس الأمريكي بإنهاء الصراع في أوكرانيا، واصفًا الحرب بأنها ما كانت لتحدث أبدًا لو كان رئيسًا عام 2022. ويهدف الرئيس الأمريكي إلى إثبات قدرته على تحقيق السلام العالمي، وهو ما لن يتحقق ما لم ينجح في إنهاء هذا الصراع.
ومع القمة، يسود الترقب والقلق في الأوساط السياسية الدولية. ففي الوقت الذي سعى فيه الرئيس الأمريكي جاهدًا لإقناع الكرملين بوقف إطلاق النار، وتوصل إلى حد التهديد بفرض عقوبات إضافية على موسكو، تراجع فجأة عن موقفه ليقدم عرضًا باستضافة نظيره الروسي على الأراضي الأمريكية دون دعوة القادة الأوروبيين أو الأوكرانيين.
هذا التغيير المفاجئ أثار مخاوف من أن أي اتفاق محتمل قد يكون وديًا للغاية تجاه موسكو وغير مقبول لدى كييف وحلفاء واشنطن في أوروبا.
تحديات وعراقيل
ويرى بعض الخبراء أن الرئيس الأمريكي يواجه تحديات داخلية ودولية في هذه القمة، فمن جهة، يجب عليه إظهار أنه قادر على تحقيق السلام دون تقديم تنازلات كبيرة لموسكو، خاصة أن سجلّه في التعامل مع نظيره الروسي في الاجتماعات السابقة أثار قلق الكثيرين. ومن جهة أخرى، يرى خبراء أن الرئيس الروسي، بصفته ضابطًا سابقًا في المخابرات السوفيتية يتمتع بخبرة واسعة في التعامل مع الرؤساء الأمريكيين، قد يتفوق على نظيره الأمريكي في المناورة والضغط لتحقيق مطالبه.
وفي محاولة لتهدئة التوترات، وصف وزير الخارجية الأمريكي القمة بأنها "اجتماع لاستطلاع الرأي بصراحة"، مؤكدًا أن الهدف هو "تمهيد الطريق" لاجتماع أوسع يضم الرئيس الأوكراني وزعماء أوروبيين.
لكن، وفي ظل عدم وجود توضيحات من البيت الأبيض بشأن ما إذا كان سيقدم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا أو بشأن تبادل الأراضي المحتمل، تبقى كييف ومعظم أوروبا في حالة من التوتر.
تفاؤل وحذر
وفي الوقت الذي يظل فيه الرئيس الأمريكي متفائلاً بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام، مشيرًا إلى نجاحه في إنهاء ستة صراعات خلال الأشهر الستة الماضية، يرى خبراء أن هذه القمة قد تكون الأصعب، وأن الطريقة الصحيحة الوحيدة لإجرائها هي التركيز على موضوع واحد فقط، وهو مستقبل أوكرانيا والتنازلات الروسية.
وفي النهاية، يبقى التساؤل قائمًا: هل ستنجح قمة ألاسكا في تحقيق السلام المنشود، أم ستكون مجرد فرصة أخرى لموسكو لتعزيز موقفها؟